- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
الفساد الأصغر والفساد الأكبر ؟!بقلم .. بسام الياسين
بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
{{{ انني مؤمن بالمواجهة والصدام حتى الموت دفاعاً عن كل ذرة تراب وطنية اما الاستدارة والانحناء للعاصفة فيما يخص قضايا الوطن و اهله، خاصة الفساد، لا تقع في دائرة الحكمة بل تندرج تحت سياسة التراخي والغمغمة.بدهية لا تحتاج لإثبات ان لا تقدم ولا تنمية…لا ديمقراطية ولا حرية تنمو تحت مظلة الفساد.الفاسدون بالمطلق،لا ينتهون عن فسادهم بالنواهي،ولا ينزجرون عن غيهم بالزواجر.السبيل الامثل للتخلص منهم والخلاص عليهم، تقديمهم للعدالة لينالوا ما يستحقون من عقوبة، ولردع امثالهم ممن توسوس لهم نفوسهم الامارة بالسوء بانتهاج نهجهم.كفانا طبطبة فالناس لم تعد تحتمل على ما جرى ويجري من فظائع تقشعر له الأبدان }}} .
*** أعجبني النحت اللغوي لرئيس هيئة مكافحة الفساد محمد العلاف، عندما وصف تنامي ظاهرة انتشار الرشوة في 20 قطاعا حكومياً بـ ” الفساد الأصغر”،لكنه لم يحدد أين يعشعش ” الفساد الأكبر” ؟، الذي كبّلنا بمديونية، لا طاقة لنا بسدادها، في ظل تنمية راجعة وبطالة صاعدة…الفساد بشقيه الأكبر و الأصغر يظل فساداً مدمراً،لا يمكن الفصل بينهما،بينما ظلت امتيازات المتنفذون الممنوحة لهم بلا حق معلقة في المنطقة الرمادية،فبأي الفسادين تقع ام انها في المنطقة المعتمة ـ خارج المُساءلة القانونية والتغطية الاعلامية !. في علم الادارة يجب ان يحصل كل ذي حق على حقه.مع عدم إغفال مكافأة المبدع ومعاقبة المسيء.اما حكاية الامتيازات لا تكون الا في الدول التي تشتري الولاء من المتنفذين من خزينة الدولة على حساب المحرومين.ولنا في عهد عمر بن الخطاب رضوان الله عليه اسوة حسنة في فن الادارة حيث كان يولي مراقبة خاصة للقادة الكبار،والولاة،وجباة الخراج.فإن صلحت القدوة صلحت البقية.
ان اهم عناوين تقدم الدولة،إنتظام جهازها الاداري ودقته كساعة سويسرية اصلية لا تقليدية جرى تصنيعها في معامل الواسطة،المحسوبية،الشللية،الوراثة.جهاز اداري على كفاءة عالية، يعمل على بسط العدالة، توفير الامن، صيانه حقوق العامة كافة،ردع الظلم، حماية اموال الخزينة،ضرب اوكار الفساد.هذا لا يكون قطعاً الا بمدير عادل حازم وموظف كفؤ على استقامة.يومئذ يُقطع دابر الرشوة وباقي الامراض المستشرية.غير ذلك تصبح اداة تدمير لا تعمير
الرشوة الصغيرة التي يتناولها سراً موظف صغير،لا تختلف عن فساد المسؤول الكبير،لانهما معولان هدم وتخريب في اساس الدولة،مع لفت الانتباه ان الفساد الاصغر اصبح شديد الخطورة لتفرعاته الكبيرة وآثاره على الميزانية ونفسية الناس، ولارتباطه بمفاهيم خاطئة مثل” الفهلوة وتأمين مستقبل الأولاد” في وسط ملوث،يغلب عليه السعي للخلاص الفردي، ولا شأن له بالِشأن العام.تقسيم الفساد نغمة جديدة لا تخدم مكافحته و الإطاحه بأزلامه .المطلوب جراء تنّمر الفاسدين،تجييش جبهة انقاذ عريضة من الموظفين الشرفاء،البرلمان،الصحافة المستقلة،الأجهزة الأمنية المختصة،هيئة مكافحة الفساد، للتصدي لهذا الطاعون بشقيه الأصغر و الأكبر من اجل انقاذ الدولة. ” فمعظم الشر يأتي من مستصغر الشرر”.لا مناص من فعل شيء فعال، لمواجهة هذا الحريق الذي لن يُخلفَّ خلفة سوى ارض محروقة غير صالحة لحياة الآدميين ولا الحيوانات.
ـ أيام الزمن الجميل ـ كان المرتشي الصغير، مؤدباً يُعلق فوق رأسه لوحة ( ادفع بالتي هي أحسن ) معتمداً على فطنة صاحب الحاجة الارعن الذي يفهم من الاشارة.هذه الايام رغم تعدد اجهزة المراقبة،المحاسبة،المتابعة، أصبح المرتشي وقحاً يجهر بالطلب،ويهدد المواطن / المراجع المضطر لانجاز معاملته : ـ ( هات الحصة او معاملتك مصيرها السلة ).حالة باتت مستعصية كالفيروسات التي تتكيف مع المضادات الحيوية حيث تنشط فيها بدلاً ان تموت،ناهيك عن تفنن اللوبيات داخل المؤسسات التي تعمل بطريقة عنقودية،بدءاً من “الحلقة الأولى” المراسل في ـ جس النبض ـ حتى رأس العصابة الذي يدير العملية من وراء حجاب.
رجل اعمال على درجة عالية من الغيرة الوطنية والانتماء، ذو خبرة بالفسادين الأكبر و الأصغر، قال و الالم يعصر قلبه كثعبان التف عليه :ـ نحن في الاردن،نعيش لحل مشكلاتنا فقط، وليس لإدارة أزماتنا وزيادة إنتاجنا. لهذا يجب القيام بثورة لهدم قلاع الفساد والتخلص من امراضه…التعبئة الأخلاقية، كاحد الحلول للحد من الرشوة،لا تردع الفاسدين بل الردع لا يكون الا في القانون وتطبيقه بحذافيره على الجميع بلا اشتثناء،والضرب على أيدي الفاسدين بشدة. دُرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه و ارضاه، فعلت فعلها في اقرب المقربين اليه والبعيدين عنه على السواء،و كان لحزمه الاثر الكبير خصوصا على الحلقة الضيقة،وقصته مع الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص،خال الرسول صلوات الله عليه ـ معروفة للمتابعين ـ .فقد اتخذ القاعدة الذهبية :ـ ” ان الله يزعُ بالسلطان ما لا يزعُ بالقرآن ” نبراساً له.هذه القاعدة طبقت في عصر الخلفاء الراشدين،فما القول الواجب قوله اليوم في ان يقود السلطان حملة تطهيرية بلا رحمة ولا هوادة.
ان لم تُنسف قلعة الفساد التي يحرسها “رجال اشداء” نسفاً وتتحول الى انقاض، سيبقى رجالاتها معول هدم .خاصة بعد تغلغله في مسامات الدولة وانتقلت العدوى الى القطاع الخاص حتى اصبحت مكان تنّدر العامة :ـ اقلب حجراً تجد تحته فاسداً اما ان رفعت صخرة، ستكتشف ” بلاوي ” لا حصر لها.يكفي مداهمة ” مؤسسة ، وزارة ، دائرة ” بصورة مفاجئة،وعلى شاكلتها المطاعم،المولات،البقالات….حتى حضانات الاطفال، سترى :ـ ” لا عين رأت ولا أُذن سمعت “. المشكلة ان السلبيات كافة، يدفع ضريبتها المواطن المغلوب على امره.فقد تعددت وجوه الفاسدين والضحية واحدة “المواطن”…. لهذا باتت خياراته معدومة ولم يبق امامه سوى الخروج من جلده.ما يعني ان التلكؤ في محاربة الفساد حرباً قاصمة،سيقوض اركان الدولة.فـ “سوسة الفساد” نخرت امبراطوريات عظمى و اسقطتها.فما بالك بدولة منكوبة بالفاسدين.
العلاف بحكم موقعه الحساس، كرئيس هيئة مكافحة الفساد، يعرف اكثر من غيره.ان الوضع في منتهى الخطورة،فلماذا التهاون والتراخي في تحطيم التابوهات المحرمة ام ان في الأمر جوانب عصية على فهمنا،وهناك شخصيات عصية على المُساءلة ؟!.لا مبالغة ان الجميع على يقين ان الجو العام فاسد وملوث،ما سيؤدي الى حالة اختناق تخنق الجميع بريح سمومها.لذا بدلاً من طأطأة الرؤوس امام الاسئلة المحرجة عن الفساد و اهله،لماذا لا يتم كشف المشبوهين،وتحويلهم للقضاء.عندها يرفع البريء رأسه عالياً، ويتحلل من الشبهة، فيما المُدان يطأطيءُ راسه في سجنه،ويمضي بقية عمره خلف القضبان.بهذا نخلص من شره و ننتهي من هذه الدوامة التي دوختنا ونحن ندور حول انفسنا.
{{{ من الحصيرة الى بساط الريح }}}
*** كان ناحلاً اصفر الوجه،اصلع الرأس كأنه خارج للتو من قبره لشدة هزاله ورثاثة ملابسه.امضى عمره على” الحصيرة ” لا يملك في الدنيا شروى نقير.يتسول حليب طفله الفطيم،ينتظر الاضحى ليحظى بهبرة مدهنة.لا ينفك عن سؤال الموسرين ان لا ينسوه من مال الزكاة ولا غضاضه ان تذكروه عند توزيع الفطرة.انقلاب طرأ عليه بين ليلة و ضحاها.ما حدث معه اقل قليلاً من معجزة.ابعد كثيراً من قفزة أُولمبية حطم فيها الارقام القياسية.جسده الهزيل تضخم حتى صار اكبر حجماً من كيس قمامة،من ذلك النوع الكبير المستخدم في المولات. ما جرى معه لا احد يعرف كنهه.أهي ضربة حظ….،صفقة مشبوهة…،لعبة خبيثة….،لا احد يدري كيف” قفز من قاع القفة الى اذنها “.
امتطى فجأة ” بساط الريح ” ،بينما علامات كراسي حافلات النقل العام لم تزل محفورة على جلده. يا للهول ، صار صوته في المحافل اعلى من صوت ” دلال ” في الحسبة المركزية ،اما في صالات العزاء والفرح،تراه يهز اصبعه متوعداً ومهدداً على من يتطاول عليه او يُلمّح لتاريخه الطويل من التهميش.تراه يسرد فصلاً كاملاً عن اعماله الخيرية،و مساعداته لليتامى والمساكين .وكيف يحرم نفسه اللقمة لإطعام المحتاجين ويسخر وظيقته الحساسة لخدمة ” المزنوقين ” .ضحكت حتى ضجت القاعة من رنة قهقهاتي و انا اقول لمن حولي :ـ لا ادري كيف اصبح هذا الكتكوت ديكاً ،فرغم هذه الادعاءات فانه بنظري لم يزل صوصاً لم يخرج من البيضة؟!….لكن الحقيقة انني ايقنت ان مفاتيح النجاح ليست الشهادة،الخبرة،الكفاءة،الموهبة بل الواسطة،المحسوبية،الشللية و اشياء اخرى لا يجوز الافصاح عنها.
” المدعومون بالواسطة “عادة يهبطون بالباراشوت على رؤوس الناس اما هذا الوغد، إعتلى عليهم بان صعد من تحتهم ….نسي ايام تعاسته حين كان يتجنب نظرات الشفقة عليه ويتحاشى مصافحة يد المحسنين اليه….المال ساحر يقلب الموازين ويغير المفاهيم …راح يجوب البلاد طولاً وعرضاً مثل سندباد.يُبَذَرّ المال ذات اليمين وذات الشمال كوارث نزلت عليه الثروة من حيث لا يحتسب…ـ يا سبحان الله ـ يرفع من يشاء ويخفض من يشاء. في العالم الثالث يؤمن العامة بالخوارق.امر خارق للعادة امر هذا الدعّي. فسرها رجل بسيط انها دعوة مستجابة بينما فسرها آخر ضربة حظ
متعلم مستنير، امتعظ من هذه التفسيرات الساذجة قائلا :ـ ان السماء لا تمطر ذهباً ولا فضةّ ! ثم تساءل لماذا لم يطرق الحظ باب جاره المسلح بالعلم والعمل، وطرق باب هذا الكسول الذي لم يُغّبّر نعله في البحث عما يُحَسنّ وضعه، ويرفع شأنه، حيث انه يمضي دوامه في مكتبه الفخم بالتثاؤب،واللعب بفتحتي انفه.كسله المزمن معروف لمن يعرفه، ما يستدعي سؤاله من اين لك هذا ؟!. هل هذا من فضل ربي ام بفضل طول يدٍ على اموال الخزينة او الرشوة من تحت الطاولة ؟.سؤال ممنوع من الصرف على العامة فيما يخص حرامي مثله من طراز ( V.I.P ) حيث يظن الذوات و الاعيان وخاصة الخاصة ان العامة عميان لا يرون،و أغبياء كالدواب لا يفقهون.الحقيقة انهم من خوفهم، يتهامسون سراً فيما بينهم :ـ اين ديوان المحاسبة ؟!. مكافحة الفساد ؟!. هيئة النزاهة ؟! البرلمان ؟!. الصحافة ؟!. اجهزة تتبع اللصوصية ؟!. ما مبررات وجود هذه الأجهزة وتضخمها :ـ اذا كان الفساد في ازدياد ؟!. ام لا غرابة اذا كانت الوكالة بلا بواب،ولا غضاضة من خيانة شرف الأمانة في زمن بات سهلاً ترقيع غشاء البكارة بـ ” قطبة خفية ” !.