- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
انكشاف العورة الوطنية بالركوع .. بقلم . بسام الياسين
بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
{{{ لا تَعْذُليني إن كتبتُ مواجعي / وجهُ الحقيقةِ ما عليهِ نقابُ..... نزار قباني }}}
*** إنتشرت في الصحف الورقية انتشاراً واسعاً، وغزت المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي حتى وصلت اوروبا ، صورة وزير التربية الوطنية الجديد سعيد امزازي في التعديل الوزاري الاخير، وهو ينحني امام الملك المغربي، حتى اوشكت ارنبة انفه ان تلامس السجادة.صورة صادمة، حظيت بانتشار فاق الوصف، قوبلت باستهجان الغرب واستنكار العرب. لقطة مستفزة دفعتني دفعاً، للإدلاء بدلوي للحديث عن التزلف النفاقي مع كل تشكيلة وزارية في الوطن العربي، دون ان تلتقط عدسات الكاميرات المشاهد المُذلة للطبقة الاولى التي ما كان مثلها في القرون الوسطى لما فيها من مخالفة للقيم وحط للذات البشرية وتسفيه للعقل. دراسات علمية متعمقة نفسية ،تربوية وسلوكية ميدانية،اثبتت ان الشخصية التي تستند الى " الانوية " ـ التمركز حول الذات ـ شخصية مهزوزة متغولة في نرجسيتها،اذ ان صاحبها على استعداد مطلق ان يقوم بكل القباحات الانتهازية لإنتهاز فرصة مواتية لهبش منفعة و ممارسة فنون الوصولية للوصول الى غايته طالما له فيها مصلحة.
تراه لا يتورع عن توكيد ذاته بطرق سلبية باعتلاء اي موجة سابحة تحمله لمآربه.شخصية بهذه المواصفات المطاطية، لا تعدم ان تجد اعذاراً مناسبة، لتبرير قيم الركوع،الخنوع،الخضوع، وبناء علاقات قائمة على النصب والاحتيال تحت عناوين فجة كالفهلوة،الشطارة،الحذاقة للتحايل على ما هو نبيل.إنحدار اخلاقي يعكس حياة ذميمة عاشها صاحبها، وواقع ممسوخ تعايش معه فكان حصيلة هذه المعادلة البائسة.بئست الحياة ان كان ثمنها سقوط،وتسليم رقبة من اجل وظيفة عابرة. انحناءة تأخذ شكل نعم كبيرة لكنها لا تعني احترام من امامك بل تفيض بالدجل والامتثال الاعمى من دون جرأة على قول لا... انحناءة تكشف المكشوف في شخصية صاحبها، وتوضح الواضح في ذاته.انها مداهنة لطلب ود.
نفاق لمرضاة سيد.تزلف لا يقبله منطق وخارج المدرسة العقلية.انحناءة مُذلة غابت فيه الرجولة،سقطت القيم للهاوية.عرض مسرحي رديء من معالي الوزير،يؤكد اعلى مراتب خسران الذات من خلال سلوكيات شائنة،و موت قيم عربية كنا نتغنى بها :ـ الانفة،احترام الذات.اضافة الى ان الركوع لا يكون الا لرب السماء .بارنبة انفه، وقع الوزير على صك عبوديته، وقبول العمل في الوزارة كمبارس،اما المظاهر البراقة للوزير ليس اكثر من واجهة للعامة للظفر بالوزارة،السيارة ذات النمرة الحمراء، سائق بطاقية،كوبونات بنزين مفتوحة،وما تغرف يُمناه.نسأل ماذا ينتظر العلم والتعليم من وزير بدايته ركوعاُ فالركوع في يكون في صلاة الجنازة و لو كان امامك شهيد،امبراطور او ولي من اولياء الله الصالحين.نقطة الخلاف والاختلاف بيننا وبينهم، ان الامم العظيمة ترفع راسها عالياً بانجازاتها اما طأطأة الرؤوس الى الركب من اجل منصب او لقب ما زالت سارية المفعول عند العرب،فشوهت صورتنا ومسخت شخصيتنا امام العالم كله.( الصورة متاحة للجميع ).
*** منذ ان تفتحت عيوننا على دنيا،وحكوماتنا الرشيدة تطالبنا بترشيد الانفاق حتى وصلت بنا الى تقنين الخبز ومن غير المستبعد في قادم الايام، ان نشحد الملح بعد قطعت الخميرة من بيوت الاردنيين . اما الحكومة فكانت وما زالت استثناء.تنفق ذات اليمين والشمال بلا حساب، وتسرف في التبذير على لزوم ما لا يلزم .الطرفة الموجعة التي يدفع ثمنها المواطن الغلبان، كلما جاءت حكومة لعنت ما قلبها، واتهمتها بفعل الموبقات، والتعدي على اموال الخزينة.آخرها اتهام الملقي للنسور بصرف مليار و300 مليون دينار خارج الميزانية. نعود بالذاكرة للحرب الباردة والساخنة بين الرفاعي زيد و بدران مضر حيث وصلت المناكفات الى حدود سوقية من التراشق بشائعات ممجوجة.فتح نيران الحكومات على بعضها،يعني ان لا برامج لديها ولا خطط تراكمية في قاموسها.الاصل في العمل الحكومي الرسمي المراكمة،ومواصلة البناء مدماكاً فوق مدماك. واقع الحال يقول :ـ ان كل رئيس وزراء :ـ " يشتغل على رأسه ومن رأسه " .هنا مقتل الدولة وهذا سبب الانحراف في السياسة و الادارة . السؤال القنبلة هل هؤلاء الذين يحتلون الشاشة الحكومية ساسة ام اسكافية ؟!.
الجواب لا يحتاج الى عبقرية. بمنتهى الصراحة، ليس عندنا ساسة ـ باستثناء قلة قليلة تنحني امامها رغماً عنك و ترفع لها القبعة مرغماً،فالذي يتقن عمله هو "سيد كاره" لا تستطيع انكار عمله او تجاهل شخصه ـ. السياسة علم و موقف .فكر متجدد،رؤيا بعيدة،معرفة بالجغرافيا،قرآءة للتاريخ،دراية في علم النفس والاجتماع.السياسة نظرة ثاقبة للواقع، نبؤءة صادقة للآتي من المستقبل. السياسة ثقافة متجذرة ،متابعة يومية لحركة الشارع،معايشة على مدار الساعة للمواطن و احواله. السياسة لا طيش فيها ولا خفة، ليست " هيلمة على عباد الله " ولا جعجعة لكسب الشعبوية. ـ ساستنا العباقرة ـ دخلاء على السياسة ـ. مهرجون جُلُ احاديثهم ثرثرة مقاهٍ
... احاديث شديدة الشبه بنفخ الارجيلة.قرقرة فارغة،حرق رأس، انفاس مسمومة،صدور معبأة ببلغم معجون بقطران اشد سواداً من جناح غراب لا يحلو له "التغرد" نعيقاً الا على الخراب المهدمة. ساستنا طارئون على السياسة. لغتهم لا مسؤولة، يجزون عنق الحقيقة باكاذيب مفبركة، و يهرقون دم الوقت عبثاً، بقضايا سخيفة شفراتها مثلومة صدئة...
بلا مواربة ،هم بارعون في صناعة التضليل و اللعب تحت الطاولة،وتغيير المواقف كما تغير الحرباء الوانها لتصطاد فرائسها.كذلك هم على الدوام لا يخجلوا ان يتشكلوا كما الماء حسب الاناء الذي يسكنوه.انهم كتماثيل الصلصال ياخذون شكل القالب الذي تسكبهم فيه،ولو كان له ذنب لهزه موافقاً على كل ما يُطرح عليه، لانه ما قال "لا" مرة واحدة في حياته حتى ان لاءه نعم. هذا الانسان لا يوثق به ولا يؤمن جانبه ومن باب اولى انه غير امين على منصبه ومركز القيادة الذي تبوأه.