- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
هديل حمامة ام نقيق غراب ؟! بقلم .. بسام الياسين
بقلم الاعلامي .. بسام الياسين
صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين افنى حياته في مطاردة السراب حتى بلغ به الافتتان بالكلام ان خط كتاباً في اللغو السياسي، لم يقرأه احد غيره، عنونه خطأً " الحياة مفاوضات "، كان الاجدر ان يكون " حياتي مفاوضات " على طريقة المرحوم فريد الاطرش " حياتي عذاب ".
فإتفاقية اوسلو حوّلت قضية فلسطين الاعدل كونياً،نضالياً انسانياً الى سجالات لفظية على مدى ربع قرن.القضية الاعدل تبناها محامون فاشلون لا يفقهون في القانون الدولي مثقال ذرة،ومناضلون رومانسيون آثروا التمترس في الفنادق على الخنادق.فضيحة ـ شلة اوسلو ـ انهم فاوضوا سرياً دهاقنة اليهود المولعين بالمؤامرة،ولم يصغوا لمشورة احد او يستمعوا لاهل معرفة،ظناً منهم ان الامر مجرد ثرثرة في غرف منزوية ودهاليز معتمة، فيما حشدت اسرائيل عتاولة محاميها الدوليين وشوامخ قضاتها المحترفين للوقوف خلف الباطل.
بعد رحلة مضنية استهلكت عمره،اكتشف عريقات كبير الضالين عن سواء السبيل انه لا يملك حرية حل وربط سرواله،فخرج على الجمهور اليهودي ـ لا العربي ـ من القناة العاشرة العربية ، معلناً قرب انهيار السلطة،معترفاً بعظمة لسانه ان ليبرمان وزير الدفاع الاسرائيلي هو الرئيس الفعلي ومحمود عباس مجرد واجهة لعرض البضائع على المارة،اما حمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني، ليس سوى جسر بمسربين للتنسيق الامني مع الكيان الصهيوني.نسألكم بالله عليكم اي مهزلة هذه و اي خدعة لإخطر قضية في التاريخ المعاصر.
عباس الرئيس لم يخبأ ذاته خلف اصبعه، فقد اعلن هو الآخر ان سلطته بلا سلطة،لكنه لم يكمل جملته الناقصة بانها مطية مطواعة لتنفيذ اوامر تل ابيب. ليس من باب فضح المفضوح نقول :ـ ان عباس حارب المقاومة بصورة سافرة،ونسق امنياً وما زال مع اجهزة العدو لمطارد فرسان المقاومة،كما ساهم في تعزيز الانقسام الفلسطيني وحاصر غزة مثل اسرائيل تماما،ثم حاول جرَّ العرب للتطبيع باغراء البسطاء زيارة الاقصى الا ان حيلته رفضت بالمطلق.لا عجب ان عباس الرئيس بلا هيبة في وطنه المحتل،اذ ان شرطياً اسرائيلياً يصلبه على حاجز امني لساعات طويلة،فكيف يقبل على نفسه هذه المهانة ؟!.
ولماذا لا يرمي مفاتيح بقالة المقاطعة لتتحمّل اسرائيل اعباء الدولة المحتلة. الصدمة ان استيقاظ عريقات بعد ان وصل الى حافة قبره، جاءت النصيحة / عندما طالبَه طالبُ فلسطيني بتغيير لسانه لكي يتوقف عن خداع شعبه مثلما غيرَّ رئتيه المهترئتين،لكنني اميل للاعتقاد ان عريقات اطلق صرخته بعد ان اختنق بحبل خداع نفسه وكذب اليهود عليه المخجل ان اتفاقية اوسلو اشرف عليها الموساد،وقدمت شلة عريقات تنازلات لم يحلم بها اليهود انفسهم...
تنازلات موثقة بالصوت والصورة لدى اسرائيل البارعة في التجسس.للعلم الاتفاقية املاءات لا مفاوضات.فالمفاوض العربي بعامة، لا يملك الا الاستجداء والاستخذاء لانه يفتقر الى ورقة القوة والظهير الشعبي لان شعوب الامة كافة غائبة ومُغبّة، عكس المفاوض الاسرائيلي الذي يُخضع للمحاسبة والحكم على القضايا المصيرية هنالك للصناديق والاستفتاءات الشعبية ـ عريقات لم ياتِ بجديد في "حياتي مفاوضات"،فالحقائق التاريحية تؤكد ان قتال اليهود اسهل من مفاوضاتهم.في سورة البقرة دليل قاطع على عقلية القلعة اليهودية / العقلية الجدلية التي تتمسك بالقشور والفروع،اذ انهم طلبوا من الله ـ عز وجل ـ عن طريق سيدنا موسى عندما امرهم بذبح بقرة، معرفة ماهية البقرة،لونها،سنّها،ورغم هذه العلامات المميزة التي اخبرهم بها، طلبوا تحديد بقرة بعينها بعد ادعائهم ان البقر تشابه عليهم .
فمن طبائع اليهود عدم الثقة باحد، لهذا تراهم منغلقين على انفسهم في مستعمرات محصنة. جابوتنسكي من آباء الصهاينة رآى انه من غير المجدي مفاوضة العرب،ولا مفر برأيه من تنفيذ المشروع الصهيوني بالقوه،داعياً آنذاك لبناء حاجز نفسي يفصل بين اليهود و العرب،و اطلق عليه ـ الجدار الفولاذي ـ قائلاً على العرب ضرب رؤوسهم بالجدار حتى تسيل دماءهم. فلا تواصل ولا اتصال معهم. كبير المفلسين عريقات حاول كسر القاعدة و اصر على مفاوضة اليهود.
بعد ربع قرن جاء وقف المفاوضات من نتنياهو بعد ان حرث على السلطة ، وبسط نفوذه خلالها على غالبية فلسطين ثم جاءت الضربة القاضية من الرئيس ترمب برفع خيمة الاوكسحين عن خياشيم قادة السلطة.فجأر عريقات بالولولة و القفز من السفينة الغارقة لكن جهازه التنفسي معطوب وهو لا يتقن السباحة.
اليهود انتشوا بالنصر على العربان كافة.داخوا من كلمات تلمودهم المدنسة بسفك الدم.انتفخوا بغرورهم كطواويس تنفش ريشها في المحافل الدولية.فكيف يتنازلون عن مكاسبهم مجاناً، لامة منقسمة على ذاتها و انظمة تقتل ابناءها.لمن ينسحبون من اراضٍ خصبة ومن امامهم فزاعات قش لا تهش عن وجهها ذبابة.فتحولوا الى عقارب سامة لا تُساكن غيرها،ثعابين لدغ ترفض قبول الآخر في جحورها.ذئاب تسيل شهوة الدم في عروقها.لذلك نسأل ويتساءلون ما وزن السلطة في الموازين ؟!.ما موقع عريقات من "الإعراب" في الجملة المفيدة و معه من هم على شاكلته من " الأَعراب ".الجواب جاء في نبؤءة سيدنا محمد صلوات الله:ـ(...انهم كغثاء السيل ولينزعن الله من صدر عدوهم المهابة منهم) .أليس هذا واقعنا الواقع ؟! .
واقع مخزوق كالغربال،لا يحتاج الى بيان لبيان بيان عريقات الذي نعق فيه فوق خرائب السلطة،بمرثاة فجائعية مزلزلة،بعد فشله في لعب دور الحمامة.فهل تمر هذه المسألة دون مُساءلة،خصوصاً لم يبق من انفاسه الا بضع انفاس لنقش شاهدة قبره بيد: هنا يرقد الفقيه الأكبر في علم السفسطة الذي اضاع عمره في الثرثرة مع الصهاينة "