- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
مقالة معتمة لواقع مظلم ! بقم .. بسام الياسين
{{{ انت لا تُحاسب على ما تقوله فحسب بل يجب ان تُحاسب على ما لم تقله حين يجب ان تقوله / مارثن لوثر كنج }}}
بامانة لا يشوبها شائبة امام الله،و صدقية لا ترجو الا راحة الضمير،وثقة حد اليقين القاطع،انه لا يوجد اردني راضٍ عما يجري،ولا شاب في مقتبل عمره متفائل بمستقبله،عدا استثناءات ضيقة من المنتفعين،وبعض الكتبة المتملقين.الحق اقول، بان الحق احق ان يقال بلا مزايدات فردية او مزاودات جماعية. الكل مستاء.ثم جاءت جريمة مجمع جبر و احداث جرينة لتشعل نار القلق عند الكافة، وتثير الخوف اكثر عند من ليس له سند يحميه او بيت آمن مثل بيت ابي سفيان يمنحه الأمان.الكل يسأل ماذا جرى بين ليلة وضحاها لمجتمعنا الذي إمتاز عن غيره طيبةً،تسامحاً،كرماً،انفتاحاً،فيما انسانه يقدس القيم الايجابية ويحاذر الوقوع باي زلة خشية على سمعته،حيث قيمة العمل عنده مقدسة، ويظهر العفة حتى لو كانت به خصاصة حتى صار مضرب المثل في الاقطار العربية بالشهامة واطلق على مواطنه ” نشمي”.المعلمون الاردنيون ـ مثالاً لا حصراً ـ محل احترام و اعجاب اينما حلوا.كانت العصامية من مقومات الشخصية الاردنية، دون عقد مظهرية او التفات الى اسم عائلة او عشيرة.تلك الفترة الذهبية اين ذهبت؟!.هل السبب غياب المثل الاعلى ام ان صورة البطل ماتت من المخيلة وتلاشت على ارض الواقع،وبات من الاستحالة استنبات شخصيات ملهمة ؟!
كان الرادع الاخلاقي الذاتي اقوى من الاجهزة الامنية،والخوف على السمعة اهم من مال الدنيا.البيوت شبه مفتوحة.مفاتيحها توضع فوق الباب او تحت الممسحة ،ولا غريب الا الشيطان. ـ يا سبحان الله ـ تبدلت الاحوال. صارت حماية البيوت بنظام الكاميرات و الابواب العصية على الرصاص والكسر من الاولويات. تكاثر الطغاة الصغار.جرائم بشعة تستنسخ يومياً في كل مكان،حالات انتحار مع طالع كل نهار، فيروس الرعب انتشر كالوباء.كل واحد يتحسس رأسه، و لنا في كل يوم رواية وكل ليلة حكاية،رغم الكم الهائل من الجامعات وجسور التواصل مع العالم الخارجي .بالحفر في الاعماق تلفحك الدهشة، باننا لم نزل نحمل عقلية ثأرية،ونلوذ بالعشيرة في مواجهة سلطة الدولة.هذا اعلان خطير و صريح باسقاط العقد الاجتماعي.
اسئلة موجعة تكاد تُفجّر جمجمتك لانها بلا اجوبة مقنعة. لماذا تعتمد الحكومة فلسفة السكوت و الهروب ؟!.هي مثل كاسحة الغام معطلة او غير محصنة ضد الرصاص.تسأل اين النخبة التي اكلت خيرات البلد ؟!،ولماذا توارت في عز الازمة ـ كل ازمة ـ ؟!. تأتيك الاجابة:ـ النخبة مشغولة بشراء الاراضي،تسمين الارصدة.المناصب كانت بالنسبة لها محطات نفوذ وثراء ليس الا.نخبة انكشارية تبطش بمن حولها ان تعرضت مصالحها للخطر.نعود بالذاكرة للذاكرة العميقة،لنكتشف ان حملة مفاتيح البلد من النخبة،كانت مجرد واجهة خادعة مثل ديكورات السينما المصنوعة من الكرتون المقوى لا قيمة لها بعد انتهاء تصوير المشهد وينتهي دورها…المزري ان النخبوي المسؤول حينما تُجرّده من هالته المكذوبة ويخرج للتقاعد تاركاً كرسيه قلما يجد احتراماً حتى على كرسي الحلاقة.ما يعني انها نخبة مزيفة.
كل شيء في تراجع.الزيف هو الاصل والحقيقة استثناء.غثاء القول يتصدّر المجالس ويحتل واجهات العرض. البلطجة تتسيد الشارع،و الحكومة في سبات بينما البرلمان غايب فيله،والنخب تتوارى خلف حجاب خوفاً من المواجهة.معمعمة جبر / جرينة تحبس الانفاس ولا احد.تلك الواقعة لم تنتهِ كما بشر بعضهم وان انطفأت سعيرها،فالجمر لا يزال تحت الرماد في مكان آخر،وان نفخة فتنوية قادرة على تأجيجه…كل واحد يُكَورُ قبضته للضرب،يضع تحت كرسي سيارته قنوة .هذا ان لم يخفي مسدساً تحت بنطاله ورشاشاً في بيته. معمعمة جبر / جرينة لم تهز هيبة الدولة وحدها بل تركت كثيراً من الدمار النفسي،القلق الداخلي،الفزع المستقبلي في نفوس الناس،مما يصعب محوه بقبلة مسامحة او فنجان مصالحة،بينما التطمينات الاعلامية لا احد يسمعها وان سمعها لا يصدقها.لا مبالغة ان ابلغ اثار المعمعمة اسقاط شعار الاصلاح،و لا اجانب الصواب انها ضربة موجعة على رأس المجتمع افقدته توازنه::ـ ( ترى القوم سكارى / وهم ليسوا بسكارى ).
اعترف ان مقالتي معتمة معاناة ومؤلمة، كمن يخلع اسنانه بلا تخدير او يحرث ارضاً صخرية ،لكنه الواقع بلا تعمية.صحيح اننا لسنا ملائكة لكننا نستطيع سلوك درب السلامة. فمن الغرابة ان ترى رجلاً يعجبك منظره.يرتدي بزة ايطالية،يحمل ساعة سويسرية،يقود سيارة المانية يعطل السير لشراء كيلو بندورة، ثم ينظر للآخرين شزراً موحياً:ـ ” انتو مش عارفين انا مين ” ؟!.وان خاطبته بادب ان يفتح الطريق للمارة يصرخ : ” مين انت…انت بتعرف مع مين بتحكي “. بامانة لا امان لإحد في الشارع،ولا امان للمجتمع طالما انهم يُحطّبون الغابات،يذبحون الغزلان،يسرقون الكهرباء،يحولون انابيب الماء الى مزارعهم،يبيعون الاثار،ينهبون اراضي خزينة الدولة،يرتشون في وضح النهار،يستغلون الوظيفة لمآرب دونية،فوق كل ذلك يستقوون على الدولة..!.
بداهة، ” ان بناء إنسان اهم من بناء ناطحة سحاب ” والاستثمار فيه هو المنطلق لبناء الدولة العصرية….باختصار ان المعلم مفتاح المستقبل،حجر الاساس في تربية الجيل،تهذيب اخلاقهم،صقل شخصياتهم،تحريك هممهم،ترسيخ انتماءهم ،تنمية روح التكافل عندهم.لهذا حظي المعلم بمكانة رفيعة في الدول العظيمة،فعظمتها من صنعه،وجهوده الجبارة واحتراقه لان تكون امته في صدارة الامم،ويرى تلاميذه فلاسفة،علماء،موسيقيين،مخترعين،روائيين،سياسين ، وقضاة عادلين.ما يجب ذكره في السياق ذاته، ان قضاة المانيا طلبوا قبل فترة ليست بالبعيدة من انجيلا ميركل المستشارة الاقوى بين منظومة الدول الغربية مساواتهم بالمعلمين. ردت عليهم دون تلكؤ :ـ كيف تقبلون على انفسكم ان اوساويكم بمن علموكم..بالعلم المتميز،المعلم المحترم ومنظومة القيم الايجابية، نهضت المانيا من تحت الأنقاض وصارت اقوى اقتصاد في العالم