(معدن المغنيسيوم و حاجة الجسم الشديدة له ) بقلم د. حنين عبيدات

المغنيسيوم هو معدن أساسي تحتاجه مئات العمليات الحيوية في الجسم  و هو من أكثر المعادن الموجودة في الجسم ليساعد الأجهزة على الأداء بشكل جيد ، أكثر من نصف المغنيسيوم موجود في العظام و الباقي موجود في أنسجة و خلايا الجسم .

و حسب الدراسات العلمية العديدة حول عنصر المغنيسيوم التي أجرتها مراكز الأبحاث في كثير من دول العالم ،  فإن للمغنيسيوم  فوائد عديدة و منها : 

1) في حال آلام العضلات و التشنجات العضلية ، يجب تناول المغنيسيوم لأنه يعمل على انبساط العضلة و التخفيف من الألم .

2) في حالات الإعتلال العصبي .

3) تنظيم مستوى السكر في الدم ، فيجب على مرضى السكري تناول المغنيسيوم يوميا حتى يخفف من أعراض السكري و يقلل من الخطورة التي قد تحدث بسببه .

3) تنظيم ضغط الدم الشرياني ، و حسب الدراسة التي قامت بها جامعة "إنديانا" الأمريكية للصحة العامة فإن تناول  (320)ملغم/يوميا من المغنيسيوم لمدة ثلاثة شهور يمكنه الحفاظ على معدلات ضغط الدم و لربما تخفيضه بصورة طفيفة. 

4) في حال أمراض القلب واضطراب ضربات القلب .

5)في حال الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي و الربو فهو يعمل على توسعة الشعب و القصبات الهوائية ، و هذا قد يكون بسبب تراكم الكالسيوم على العضلات الموجود على المجاري التنفسية يؤدي إلى انقباضها فبالتالي يسبب ضيق تنفس. .

5) تعزيز جهاز المناعة .

6) لصحة العظام :  يؤدي نقص المغنيسيوم إلى نقص الكالسيوم فالمغنيسيوم يساهم في امتصاص الكالسيوم في الجسم ، لذلك فإن له الدور الرئيسي في حماية العظام و بناءها .

7)في حالات الأرق ، إن المغنيسيوم بحد ذاته لا يسبب النوم بل يقوم بتنظيم هرمونات النوم ( كالميلاتونين ).

8) لعلاج بعض الإضطرابات النفسية كالإكتئاب ، فقد كتبت مقالات عديدة حول علاقة المغنيسيوم في علاج الإكتئاب و قد نشر منها في بعض المجلات الطبية المعتمدة منها( medical hypothesis) .

9) تعالج أملاح المغنيسيوم(مغنيسيوم ستريت ، و مغنيسيوم أكسيد ) حالات الإمساك إذ أنها تستخدم كملين ، و ميزتها في أنها لا تسبب للمريض حالة من الإدمان التي قد تحدثها بعض الملينات الموجودة .

10) أظهرت بعض الدراسات السريرية بأن نقص المغنيسيوم له علاقة بمتلازمة فرط النشاط و الحركة لدى بعض الأطفال التي قد تستمر معهم لسن البلوغ ، فينصح إعطاء الأطفال( 6 )ملغم من المغنيسيوم و فيتامين (B6) لكل كيلو غرام من وزن الطفل لإعادة المستويات الطبيعية من المغنيسيوم و لتقليل أعراض متلازمة فرط الحركة .

11) هناك بعض الأشخاص يعانون من زيادة في الوزن و يلجأون إلى بعض أنواع الحميات الغذائية (كحمية الكيتو) التي تعتمد على الدهون بشكل كبير ، فيحرق الجسم الدهون بدلا من السكر للحصول على الطاقة ، فهذه الحمية قد تخسر الجسم العديد من المعادن الهامة و منها المغنيسيوم لأن كثير من الأطعمة الغنية بالمعدن يمنع تناولها بهذه الحمية ، و يعتبر هذا المعدن هام في تنظيم سكر الجسم و ارتفاع ضغط الدم الشرياني ، و لصحة العظام وتعزيز جهاز المناعة ، و لتنظيم العضلات و الأعصاب ، فإن لم يحصل الشخص على المغنيسيوم من الأغذية الطبيعية عليه بتناول المكملات الغذائية و ذلك بالنسبة اليومية 400 ملغم التي يحتاجها الجسم. 

12)  يساهم المغنيسيوم في الحفاظ على مستويات بعض المعادن كالزنك و البوتاسيوم بالإضافة إلى الكالسيوم .

13) يجب على الحامل تناول المغنيسيوم للحماية من تسمم الحمل الذي قد يحدث من ارتفاع ضغط الدم عند الحامل و أيضا للمحافظة على مستوى السكر في الدم و العظام ، ومن الملاحظ مؤخرا فإن مقدمي الرعاية الطبية في الأردن أصبحوا يهتمون بالمغنيسيوم بشكل كبير في وصفه للحامل لفائدته لها و للجنين . 

14) يخفف مستوى المغنيسيوم الطبيعي في الجسم من تكرار نوبة الشقيقة.. 

**المصادر الطبيعية التي تحتوي معدن المغنيسيوم : 

الكاجو غير المحمص ، بذور دوار الشمس غير المحمصة ، الخضراوات الورقية مثل (السبانخ )، الموز ، مشتقات الألبان و اللحوم الحمراء و غيرها .

و حسب مراكز الدراسات العلمية في العالم  فإن النسبة التي يجب أن يتناولها الفرد من المغنيسيوم هي من (320 _460 ) ملغم/ يوميا ، و إذا لم يحصل الفرد على النسبة اليومية من المصادر الطبيعية فإن عليه تناول المكملات الغذائية ، و تتعدد الشركات الدوائية التي تصنع المغنيسيوم بأشكاله المختلفة الموجودة في الصيدليات ، منها على شكل حبوب أو كبسولات أو بودرة موجودة في أكياس ، بالإضافة إلى أنواعه المختلفة و التي توجد بنسب مختلفة :  منها (250)(400)(187) و الأهم من هذه النسب الموجودة على علبة الدواء هو نسبة (NVR%) و هي النسبة الصافية التي سيمتصها الجسم من النسبة الإجمالية لمادة المغنيسيوم ، هذه النسبة مكتوبة على علب المغنيسيوم بجانب القيمة الإجمالية .

أنواع المغنيسيوم : 

** مغنيسيوم عضوي و مغنيسيوم غير عضوي : 

المغنيسيوم العضوي: (مغنيسيوم سترات) : هو عبارة عن مكون طبيعي يتم تناوله في أي وقت من اليوم و لا يحتاج إلى الإنزيمات لهضمه وامتصاصه . 

المغنيسيوم غير العضوي ( مغنيسيوم أكسيد ) : يحتاج إلى إنزيمات لهضمه ثم امتصاصه فبالتالي يتم تناوله مع الطعام .

 

**علاقة الكالسيوم و المغنيسيوم ببعضهما ؟

يقوم المغنيسيوم بنقل أيونات الكالسيوم عبر الخلايا، لإيصال الإشارات العصبية وانقباضات العضلات و للمحافظة على انتظام ضربات القلب .

عند ارتفاع مستوى المغنيسيوم لمستوى خطير جدا في الجسم فإنه يتم حقن الكالسيوم عن طريق الوريد للتخلص من تأثير المغنيسيوم السلبي على القلب ، و يتم مراقبة مستواه حتى يعود إلى الطبيعي .

يصعب على العاملين في المجال الصحي تشخيص نقص المغنيسيوم وتحديد الأسباب ، لذلك يطلبون فحص مستوى المغنيسيوم في الدم ، بالرغم من أن بعض الدراسات بينت بأن فحص الدم لن يعطي الدقة في مستوى المغنيسيوم ، مع ذلك فإن هناك علامات لنقصه في الجسم و منها : 

تشنج العضلات ، الأرق ، الشقيقة المتكررة  ، الإكتئاب ، اضطراب في ضربات القلب ، خلل في مستوى السكر و الضغط في الدم ،  التعب و الإرهاق و الإسهال ، و الأزمة ، و ادمان الكحول يؤدي إلى نقص كبير في المعادن ومنها المغنيسيوم  .

** أعراض فرط المغنيسيوم : 

احتباس السوائل ، خمول ، تعب ، ضعف في العضلات ، صداع ، قيء وغثيان  ، هبوط في ضغط الدم  ، اسهال شديد.

 

**من الأدوية التي تسبب نقص المغنيسيوم في الجسم : مدرات البول ، دواء الديجوكسين ، بعض الأدوية الكيماوية لعلاج السرطان ، بعض مضادات الفطريات ، دواء السيكلوسبورين( علاج مثبط للمناعة و يستخدم بعد عمليات زراعة الأعضاء لكي لا يقوم الجهاز المناعي برفض العضو المزروع ، و يستخدم أيضا لبعض الأمراض الجلدية كالصدفية الشديدة و علاج للروماتيزم الحاد .

 

حنين عدنان عبيدات