الشريط الاخباري
- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
افريقيا .. الهندسة الخفية للصراع
د. ذيب القراله
بات من الواضح، ان افريقيا ستكون هي وجهة ( التصعيد ) المقبل وساحة ( صراع النفوذ ) الجاري بين الدول الفاعلة دوليا، ممثلة بامريكا وروسيا والصين وفرنسا، واقليميا تركيا واسرائيل، بعد ان تم خلال السنوات الماضية بناء ( الحِجة والذريعة ) التي تتطلب التدخل ، وهي تنامي الارهاب ومكافحة ( التنظيمات الجهادية ) وتأمين ( المصالح الحيوية).
الارهاب في افريقيا،هو العنوان الابرز الذي يتم ( النفخ ) فيه وتضخيمه ،لكي يتصدر واجهة اهتمام الاعلام الدولي، ويكون مقدمة ومبررا لتدخلات خارجية، ذات اهداف في حقيقتها ( سياسية واقتصادية ) وحلقة جديدة ، في المكاسرة المستمرة بين الدول ( البيضاء ) على طاولة القارة ( السمراء ) الغنية بالموارد والأسواق والفرص الاستراتيجية.
آخر ( انجازات وغزوات ) المنظمات الجهادية ،المنسوبة زورا للاسلام ، تمثًل قبل يومين بقيام منظمة،تردد انها موالية لتنظيم القاعدة وتُدعى ( نصرة الاسلام والمسلمين ) بخطف ٣ مواطنيين مصريين في مالي وطلب فدية مقدارها خمسة ملايين دولار للافراج عنهم، واللافت ان الخاطف مُسلم ،، والمخطوف مُسلم ايضا، والضحية في نهاية المطاف ، هو ( الاسلام ) كدين ورسالة وطريقة حياة، في سلوك يتناقض تماما مع مضامين اسمها ،، ولذلك فان علينا ان نبحث ( بكل براءة ) عن ( المستفيد) الحقيقي ، من وراء مثل هذه الاعمال.
بناء ملف الارهاب في افريقيا ، لم يجرِ بين ليلة وضحاها ،بل تم العمل عليه مؤسسيا منذ سنوات،لتثبيت حقيقة مفادها أن القارة الإفريقية باتت بؤرة عالمية للإرهاب،وهو ما دفع مؤشر الإرهاب العالمي ،للتأكيد على ان مركز الثقل الإرهابي ، تحوًل من الشرق الأوسط إلى افريقيا ،التي أصبحت مسؤولة عن أكثر من نصف ضحايا الإرهاب في العالم .
تقتضي الموضوعية ان نتساءل ،هل هناك فعلا تهويل إعلامي متعمد، لخطر التنظيمات الجهادية في إفريقيا، يهدف إلى تهيئة الرأي العام العالمي ،لتقبُل خطوات وتدخلات وربما حروب قادمة جديدة، خاصة وان الذاكرة لا زالت حية حول الحملة الإعلامية العالمية ،التي وظفت الحرب على الإرهاب بعد 11 سبتمبر 2001 لتبرير تدخلات عسكرية في اكثر من دولة.
وهل هناك دعم ( غربي وشرقي ) لوجستي واستخباري خفي ، أو توجيه غير مباشر ،لنشاط بعض الجماعات المتطرفة ( لخلق ذرائع ) على الأرض، بما يسمح لاحقًا بتدخل القوى الكبرى بِزعم استعادة الاستقرار ؟ وهل الهدف هو الحفاظ على الامن الدولي، ام تحقيق مصالح هذه الاطراف،والاستمرار في تشويه صورة الاسلام التي لم تتوقف منذ ربع قرن ؟.
ان تنافس القوى الدولية والاقليمية ،على ملء الفراغ الأمني وتحقيق مصالحها الاستراتيجية في إفريقيا ،تحت شعار مكافحة الإرهاب، او الحفاظ على المصالح التي لا تنتهي،لم يعد خافيا على احد ، فواشنطن وموسكو وبكين وباريس، وانقرة وتل ابيب وطهران ،تسعى للظفر بحصة في الجسد الافريقي المستباح ،كلٌ وفق مصالحه وحساباته.
وتؤكد كل المؤشرات والتحركات،ان إفريقيا ستغدو ساحة الصراع المستقبلية بين هذه القوى،تحت راية مكافحة الإرهاب وإحلال الاستقرار ، لكن هدفها الحقيقي هو هندسة مشاريع الممرات الدولية والاصطفافات الجديدة والسيطرة على الثروات ، فيما ستكون الدول الإفريقية وشعوبها هي الضحية الثانية لهذه التجاذبات، وستدفع ( مُجبرة ) ثمن لعبة الاستخبارات الدولية على ارضها ،عبر تأجيج النزاعات الداخلية وافتعال الفوضى الإرهابية التي تبرر التدخلات.
وفي ظل استمرار ثلاثية الفقر والجهل والتسلط ، وتنامي حالة الشعور بالمظلومية ، ستبقى التنظيمات الجهادية ( ما لم يقضي الله امرا كان مفعولا ) عبارة عن ( أدوات ) احتياطية ورصيد استراتيجي ،يُعاد تفعيلها واحياؤها في هذه الجغرافيا او تلك ، سواء عبر اختراقها ، او استثمار ( حُسن نية ) بعض افرادها ، لتكون ( الخنجر المسموم ) الذي يستخدمه ( الكِبار ) لطعن الاسلام والاوطان والشعوب، وبما يعيد إنتاج ( الهيمنة ) بصور واشكال جديدة.
وتنبع اهمية أفريقيا بالنسبة إلى القوى العالمية الكبرى المتنافسة – الولايات المتحدة والصين وروسيا واوروبا - من عدة اسباب،اولها ان عدد دول القارة يُشكل ما يقرب من ربع عدد الدول التي تمتلك حق التصويت في الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية الأخرى ، مما يعني ان ممارسة النفوذ على تلك الدول، والحصول على تأييدها ،يمثل ( كنزا ) في الساحة الدبلوماسية العالمية.
وثاني تلك الاسباب هو تفرد الموارد الطبيعية للقارة، وثالثها يتمثل بأهميتها الجيوستراتيجية حيث تمثل جسراً طبيعياً بين منطقتي أوروبا والمحيط الأطلسي والهند والمحيط الهادي، وبوابة جنوبية لأوروبا بموجب مشروع الحزام والطريق الصيني.
theeb100@yahoo.com
الارهاب في افريقيا،هو العنوان الابرز الذي يتم ( النفخ ) فيه وتضخيمه ،لكي يتصدر واجهة اهتمام الاعلام الدولي، ويكون مقدمة ومبررا لتدخلات خارجية، ذات اهداف في حقيقتها ( سياسية واقتصادية ) وحلقة جديدة ، في المكاسرة المستمرة بين الدول ( البيضاء ) على طاولة القارة ( السمراء ) الغنية بالموارد والأسواق والفرص الاستراتيجية.
آخر ( انجازات وغزوات ) المنظمات الجهادية ،المنسوبة زورا للاسلام ، تمثًل قبل يومين بقيام منظمة،تردد انها موالية لتنظيم القاعدة وتُدعى ( نصرة الاسلام والمسلمين ) بخطف ٣ مواطنيين مصريين في مالي وطلب فدية مقدارها خمسة ملايين دولار للافراج عنهم، واللافت ان الخاطف مُسلم ،، والمخطوف مُسلم ايضا، والضحية في نهاية المطاف ، هو ( الاسلام ) كدين ورسالة وطريقة حياة، في سلوك يتناقض تماما مع مضامين اسمها ،، ولذلك فان علينا ان نبحث ( بكل براءة ) عن ( المستفيد) الحقيقي ، من وراء مثل هذه الاعمال.
بناء ملف الارهاب في افريقيا ، لم يجرِ بين ليلة وضحاها ،بل تم العمل عليه مؤسسيا منذ سنوات،لتثبيت حقيقة مفادها أن القارة الإفريقية باتت بؤرة عالمية للإرهاب،وهو ما دفع مؤشر الإرهاب العالمي ،للتأكيد على ان مركز الثقل الإرهابي ، تحوًل من الشرق الأوسط إلى افريقيا ،التي أصبحت مسؤولة عن أكثر من نصف ضحايا الإرهاب في العالم .
تقتضي الموضوعية ان نتساءل ،هل هناك فعلا تهويل إعلامي متعمد، لخطر التنظيمات الجهادية في إفريقيا، يهدف إلى تهيئة الرأي العام العالمي ،لتقبُل خطوات وتدخلات وربما حروب قادمة جديدة، خاصة وان الذاكرة لا زالت حية حول الحملة الإعلامية العالمية ،التي وظفت الحرب على الإرهاب بعد 11 سبتمبر 2001 لتبرير تدخلات عسكرية في اكثر من دولة.
وهل هناك دعم ( غربي وشرقي ) لوجستي واستخباري خفي ، أو توجيه غير مباشر ،لنشاط بعض الجماعات المتطرفة ( لخلق ذرائع ) على الأرض، بما يسمح لاحقًا بتدخل القوى الكبرى بِزعم استعادة الاستقرار ؟ وهل الهدف هو الحفاظ على الامن الدولي، ام تحقيق مصالح هذه الاطراف،والاستمرار في تشويه صورة الاسلام التي لم تتوقف منذ ربع قرن ؟.
ان تنافس القوى الدولية والاقليمية ،على ملء الفراغ الأمني وتحقيق مصالحها الاستراتيجية في إفريقيا ،تحت شعار مكافحة الإرهاب، او الحفاظ على المصالح التي لا تنتهي،لم يعد خافيا على احد ، فواشنطن وموسكو وبكين وباريس، وانقرة وتل ابيب وطهران ،تسعى للظفر بحصة في الجسد الافريقي المستباح ،كلٌ وفق مصالحه وحساباته.
وتؤكد كل المؤشرات والتحركات،ان إفريقيا ستغدو ساحة الصراع المستقبلية بين هذه القوى،تحت راية مكافحة الإرهاب وإحلال الاستقرار ، لكن هدفها الحقيقي هو هندسة مشاريع الممرات الدولية والاصطفافات الجديدة والسيطرة على الثروات ، فيما ستكون الدول الإفريقية وشعوبها هي الضحية الثانية لهذه التجاذبات، وستدفع ( مُجبرة ) ثمن لعبة الاستخبارات الدولية على ارضها ،عبر تأجيج النزاعات الداخلية وافتعال الفوضى الإرهابية التي تبرر التدخلات.
وفي ظل استمرار ثلاثية الفقر والجهل والتسلط ، وتنامي حالة الشعور بالمظلومية ، ستبقى التنظيمات الجهادية ( ما لم يقضي الله امرا كان مفعولا ) عبارة عن ( أدوات ) احتياطية ورصيد استراتيجي ،يُعاد تفعيلها واحياؤها في هذه الجغرافيا او تلك ، سواء عبر اختراقها ، او استثمار ( حُسن نية ) بعض افرادها ، لتكون ( الخنجر المسموم ) الذي يستخدمه ( الكِبار ) لطعن الاسلام والاوطان والشعوب، وبما يعيد إنتاج ( الهيمنة ) بصور واشكال جديدة.
وتنبع اهمية أفريقيا بالنسبة إلى القوى العالمية الكبرى المتنافسة – الولايات المتحدة والصين وروسيا واوروبا - من عدة اسباب،اولها ان عدد دول القارة يُشكل ما يقرب من ربع عدد الدول التي تمتلك حق التصويت في الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية الأخرى ، مما يعني ان ممارسة النفوذ على تلك الدول، والحصول على تأييدها ،يمثل ( كنزا ) في الساحة الدبلوماسية العالمية.
وثاني تلك الاسباب هو تفرد الموارد الطبيعية للقارة، وثالثها يتمثل بأهميتها الجيوستراتيجية حيث تمثل جسراً طبيعياً بين منطقتي أوروبا والمحيط الأطلسي والهند والمحيط الهادي، وبوابة جنوبية لأوروبا بموجب مشروع الحزام والطريق الصيني.
theeb100@yahoo.com
الأكثر قراءة