• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

حالة ممطرة وتصريحات تحت “عدم الاستقرار”!

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2025-11-26
458
حالة ممطرة وتصريحات تحت “عدم الاستقرار”!

 نضال المجالي

 في مثل هذا اليوم، لا أحد يشرح مفهوم عدم الاستقرار الجوي مثل الجهات المختصة نفسها، إذ يبدو أن "عدم الاستقرار” لا يخص الغيوم والرياح فقط، بل يمتد ليشمل التصريحات، والخطط، وتوقعات حالة الطرق. فبينما تتقلب حاله الطقس، تتقلب معها جملة المسؤول الأشهر: "لا إغلاقات الآن”. وطبعا، "الآن” هنا هو لحظة نادرة تأتي بعد انتهاء المطر، وكأن الرسالة تقول: أما إذا كان المطر شغال… فاستقرار الطرق غير مضمون!
 
وهكذا ندخل في فصل جديد من المسرحية الشتوية السنوية، حيث تتلاقى ثلاثة أنواع من عدم الاستقرار:
عدم استقرار جوي… وعدم استقرار على الطرق… وعدم استقرار في ثبات التصريحات.
 
ففي وسط المملكة، ظهرت اليوم الصور الأولى: مركبات منحرفة بفعل السيول وطرق تستقبل المطر بوجه عبوس لا يخلو من حفرة هنا وبركة هناك. ورغم ذلك، يصدر التصريح سريعا: "الوضع تحت السيطرة”. السيطرة؟ على ماذا بالضبط؟ على كمية المفاجآت التي تظهر كل شتاء رغم أنها ليست مفاجئة لأحد؟
 
وفي الشمال، تظهر السيول في توقيت أدق من النشرة الجوية، وتفتح لنفسها مسارات جديدة، بينما الجهات المختصة تعمل "على معالجة الموقع”. والموقع ذاته تتم معالجته كل سنة دون أن يتعافى… كأنه يعاني من "عدم استقرار بنيوي”.
 
أما الجنوب، فيقدم النسخة الأكثر وضوحا: طرق تنقطع بمجرد اقتراب الغيمة، وأودية تستعيد نشاطها الطبيعي، والمسؤول يخرج ليخبرنا أن "الأمور تسير حسب المتوقع”. وهل كان المتوقع أصلا وجود طرق صامدة؟
 
المشكلة ليست في المطر، فهو يفعل ما يفعله المطر في كل مكان بالعالم. فنحن لسنا استثناء! المشكلة في أننا ننتظر الحالة الجوية لتبدأ حالة صدق العمل. وكأن المنهل الذي اعلن عن تنظيفه استعدادا للشتاء كشف صدق الرقابة على تقرير الانجاز فبقيت البلدية والأمانة تنتظر التأكد من حالة "عدم الاستقرار”… فإذا استقرّ الطقس، استقرّ العمل، وإذا اضطرب الطقس، اضطربت خطط الصيانة معه التي اعلن انتهائها مسبقا!
 
ثم تأتي الجملة الذهبية: "لا إغلاقات الآن”. السؤال المنطقي: هل يعني هذا أن الإغلاقات أثناء المطر حالة طبيعية؟ هل أصبح المطر يصنف كإعلان رسمي عن بدء الأعطال؟
 
ما نريده بسيط: أن تكون التجهيزات قبل المنخفض صادقة فاعلة فلا "عليقة وقت الغارة تنفع"، وأن تكون المعلومات مستقرة حتى لو كان الجو نفسه غير مستقر.
 

 

لكن لا بأس… الشتاء قادم في الطريق فنحن في أوله، والتصريحات جاهزة، والعبارة محفوظة… ونحن بانتظار إعلان جديد يقول: "لا مشاكل حتى إشعار ممطر آخر.”
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.