تحت عنوان "الأردن ..الصمت ليس حكمة!" نشرت صحيفة السياسية الكويتية مقالا للكاتب السعودي سلطان الخليف ينتقد فيه بشده ما اسماه الصمت والسياسة الرمادية للاردن تجاه الثورة السورية. وفيما يلي نص المقال:
حينما يحترق بيت جارك لا يمكن ان تقف على الحياد متفرجا , فإما أن تسرع لتطفئ الحريق, أو تتصل بوحدة الإطفاء لإنقاذ ساكنيه . لكن موقف الأردن إزاء الثورة السورية موقف رمادي لا نعرف بالضبط كيف نصفه, فقبل عام قال العاهل الاردني " لوكنت مكان الاسد لتنحيت " وبعدها بأشهر جاء الناطق باسم الحكومة الأردنية السابقة راكان المجالي ليسقط ورقة التوت, ويبين موقف حكومته حينما قال "إن الأردن ليس من اهتماماته إحداث أي تأثير في المعادلة السورية"!
وقد يقول قائل : إن الأردن سمح للاجئين السوريين الدخول الى أراضيه, واستجاب سريعا لطلب العقيد السوري حسن مرعي الذي هبط بطائرته الـ"ميغ 21" في قاعدة الملك حسين الجوية, فماذا تريده أن يفعل, ناهيك عن أن القوى العظمى في العالم لم تفعل شيئا, وتأتي أنت وتطلب المستحيل?
في البداية يجب ان نعرف أن الموقف الشعبي الأردني هو موقف جميع الشعوب العربية تجاه الثورة السورية, وهو مساندة الثورة بقوة تجاه النظام المستبد, لكن الموقف الرسمي الأردني مازال موقفا خجولا ومرتبكا وربما خائفا من قدرة النظام السوري على إخماد الثورة, وتصديرها إلى عمان, فمن حق الأردن أن يتخوف في ظل إمكاناته المحدودة , وفي ظل الحراك الشعبي الذي تعيشه عمان . ونحن هنا لا نطلب المستحيل من الحكومة الأردنية, ولا نريد أن نحلم بأن يقوم الأردن بما تقوم به السعودية وقطر في دعم الثورة السورية, رغم أن الحكومة السعودية لم تتوقف يوما عن دعم الاردن بكل ما تملك تجاه اقتصاده وقضاياه, وهذا واجب الاخوة, فكان من المتوقع أن يقوم الأردن على الأقل برد الجميل ليس للسعودية فقط بل للأمة العربية ويعكس رغبة المواطن الأردني الذي يستنكر الاعمال الوحشية التي يقوم بها الأسد وعصابته, في حين أن الشعب السوري سيتذكر ذات يوم من وقف إلى جانبه ومن خذله !
حين نلوم الاردن على موقفه الغائب عن دعم الثورة لوجستيا, أو دوليا من خلال الضغط على العالم عبر نقل ملف معاناة اللاجئين السوريين الى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي, ومنظمة حقوق الانسان, أو حتى دعوة الإعلام الأجنبي لتسليط الضوء على هروب أكثر من خمسين الف لاجئ سوري من الموت ! . إن الاردن لم يكن بسقف طموحات الشعب السوري ولم يكن بأداء تركيا التي تحاول وقف انهار الدم الذي يسيل في مدن وقرى سورية من خلال استضافة المعارضة والتفاهم والتواصل مع اصدقاء سورية حتى لو ظن البعض ان تركيا تسوق لذلك إعلاميا فقط .
إن احتضان اللاجئين والسماح بطائرة يتيمة بالهبوط في مطارها ليس كافيا خصوصاً بعد الاخبار التي تشير إلى توجه القوى الدولية إلى تسليح الثوار, فالتاريخ لن يذكر للأردن سوى أنه تعامل كنعامة دفنت رأسها في الرمل فلم تلحظ من الدماء إلا رائحتها واكتفى بان يقف في منطقة الحياد, متناسياً أن السكوت علامة الرضا.
ابوزيد12-12-2012
مسعود12-12-2012
مواطن12-12-2012
مواطن12-12-2012