• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الصحافي السويدي دونالد بوستروم : اسرائيل سرقت اعضاء الشهداء وعليها الاعتذار للشعب الفلسطيني

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-09-01
1351
الصحافي السويدي دونالد بوستروم : اسرائيل سرقت اعضاء الشهداء وعليها الاعتذار للشعب الفلسطيني

الصحافي السويدي دونالد بوستروم يعمل في صحافة بلاده منذ 25 عاما في مجال الشؤون الخارجية مع تركيز ملحوظ على الشرق الأوسط وتحديدا الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي وهو الى جانب كونه صحافيا فانه مصور محترف.

 زار فلسطين 30 مرة بعين الباحث وعقل نصير المظلوم, كتب كثيرا مستندا على مشاهداته على أرض الواقع, وآخر انجازاته نشره تحقيقا حول قيام اسرائيل بالتجارة بالأعضاء البشرية الفلسطينية, خاصة وأن هناك الآلاف من المعتقلين, والعشرات من المختطفين من الأطفال واليافعين على أيدي المستعمرين ناهيك عن الشهداء الذين يتحفظ عليهم الاحتلال.
 
وقال بوستروم في اتصال معه أنه في أبهى تجلياته الضميرية لأنه استند في اكتشافه الى القانون والشرع, محملا اسرائيل كل ما أُرتكب من جرائم ضد الشعب الفلسطيني.
 
وفيما يلي ما ورد في الحوار:
 
* كيف تنظر الى الموقف الاسرائيلي بعد كشف فضيحة الاتجار بالأعضاء البشرية الفلسطينية?
 
- انهم في ورطة كبيرة ويشعرون بحرج كبير أمام المجتمع الدولي لأنهم انكشفوا بقضية تتعلق بحقوق الانسان, وأظن أن ذلك ليس سهلا أن يمر على الرأي العام الغربي الذي يولي قضية حقوق الانسان اهتماما كبيرا, وبناء عليه فان هذه القضية ستبقى عالقة في الاذهان.
 
ما يقلقهم أكثر هو عجزهم عن النيل مني لأنهم يعلمون جيدا أنني قمت بعمل قانوني وشرعي مستندا الى الحقائق, وهم لا يريدون أن يكشف احد جرائمهم أو يتطرق اليها من قريب أو بعيد, لقد استخدموا القضية سلاحا في معركتهم الداخلية لأنهم بحاجة الى عدو خارجي لتبقى جبهتهم الداخلية متماسكة, ولذلك عملوا على تجنيد الرأي العام الداخلي, وهذه هي عقليتهم.
 
* لماذا برأيك?
 
- لديهم مشاكل لا تحصى خاصة بعد رحيل جورج بوش الابن الذي كان معهم في السراء والضراء, وهم يتعرضون لضغوط جدية من قبل الرئيس باراك أوباما بخصوص المستعمرات, كما أن المجتمع الدولي استنفر ضدهم بعد عدوانهم الأخير على غزة وتنفيذهم حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني هناك واستخدامهم الأسلحة المحرمة دوليا وفي مقدمتها الفوسفور الأبيض, وبات واضحا أن العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين يتعارض مع حقوق الانسان, وكما قلت فانهم يريدون الهروب الى الأمام بخلق عدو خارجي, ويظنون أنهم عثروا على ضالتهم وهو أنا.
 
* كيف بدأت القصة معك, وما المراحل التى مررت بها?
 
- ذات يوم طلب مني أحد الموظفين العاملين في الأمم المتحدة أن أتابع ظاهرة باتت تقلق وهي شكاوى من فلسطينيين حول فقدان أبنائهم وعودتهم لاحقا جثثا ليست بوضعها الطبيعي وأن هناك شكوكا حول سرقة أعضائهم الداخلية وكنت في فلسطين اعمل على تأليف كتاب طلبه مني أحد الناشرين السويديين.
 
وقد استندت على حالة الشاب بلال غانم البالغ من العمر تسعة عشر عاما حيث عاد الى أهله جثة خضعت للتشريح, وقد شك ذووه أنه تعرض لسرقة أعضائه الداخلية, وقد بدأت رحلة البحث والتقصي في العام 1992 وأنجزت مادة صحافية أواخر 1997 وقررت تأجيل النشر لعدم ملاءمة التوقيت, وقد طلب مني أحد الناشرين انجاز كتاب حول هذه القضية وقمت بطباعته عام ,2001 وحقق نجاحا كبيرا وبيعت كل نسخه وعددها 25 ألف نسخة, كان حدثا رهيبا وترجم الى العربية وعنوانه ان شاء الله . وبعد ذلك أكملت المسيرة لأن التوقيت كان مناسبا.
 
كما قلت كانت البداية قصة الشاب الفلسطيني بلال غنام والذي قضى على أيدي أعضاء وحدة خاصة اسرائيلية واستغلت جسده قطع غيار.
 
وما أزال أتذكر حملة التبرع بالأعضاء التى أطلقها في صيف عام 1992 وزير الصحة الاسرائيلي في ذلك الوقت ايهود أولميرت, وقد كتبت صحيفة الجيروزاليم بوست الاسرائيلية بعد أسبوعين تقريرا أشادت فيه بنتائج الحملة, وأن 35 ألفا وقعوا عقودا مقابل 500 عقد تبرع شهريا, وقد تبين أن العديد من حالات الاختفاء لشبان فلسطين قد ظهرت بعد حملة أولميرت!! وكانت عائلاتهم تتسلمهم بعد خمسة أيام ميتين ومشقوقي الجثامين.
 
وقد كشفت عملية دفن بلال غنام الحقيقة حيث ظهر أن جثمانه مشقوق, مع أنه قبل اختفائه لم يكن مريضا ولا مشاكل صحية لديه.
 
أما المحطة التى فجرت الموقف, فهي فضيحة بروكلين التى تم الكشف فيها عن شكبة أمريكية للاتجار بالأعضاء البشرية وتضم حاخامين من اسرائيل وتبين أن هؤلاء ليسوا موفقي أزواج بالحلال بل هم تجار أعضاء بشرية, يشترون الكلية على سبيل المثال بعشرة آلاف دولار ويبيعونها بمئة وستين ألف دولار.
 
وكما هو معروف, فان اسرائيل هي الدولة الوحيدة التى لا يحاسب قانونها على هذه العمليات, كما أنها بحاجة ماسة الى الأعضاء البشرية, وهي تشهد أكبر تجارة لذلك, بعلم وموافقة السلطات هناك, كما أن المعلومات تفيد أن الأطباء المهرة والمرموقين متورطون بذلك.
 
وبحسب المعلومات المتوفرة, بلغ عدد الفلسطينيين المقتولين 133 من الذين قتلهم الاحتلال عام 1992 وترواحت أعمارهم ما بين 4- 88 عاما, وقد تبين أن 69 منهم تعرضوا لسرقة تجارة الأعضاء.
 
* هل تعرضت لمساءلات ومصاعب في الجريدة التى تعمل بها بعد نشر التحقيق?
 
- لم أتعرض لأي نوع من المضايقات, وما تزال صحيفة أفتونبلاديت على موقفها الايجابي ومتمسكة بحقها في نشر التحقيق, علما أن هناك صحفا مدعومة من اسرائيل بدأت تكتب مقالات تهاجم فيها ما قمت به.
 
* هل تتوقع أن تتعرض للمحاكمة بسبب ما نشرته?
 
- انهم يحاولون, وهم جادون بذلك, لكني لا أعلم نسبة النجاح التى سيحققونها مع أن كل شيء موثق وقانوني, لكني واثق أنهم سيفشلون ويتعاطف الرأي العام السويدي مع الحقيقة.
 
* هل أنت راض عن موقف حكومتك تجاهك وتجاه الصحيفة?
 
- لا شك أن هناك صراعا بين حكومتنا وبين الحكومة الاسرائيلية, وحكومتنا متمسكة بحق النشر والحفاظ على حرية التعبير المنبثقة من الدستور. وقد أعلن كل من رئيس الوزراء ووزير الخارجية عدم خضوعها للضغوط الاسرائيلية, وهناك اتفاق بين الحكومتين على عدم التصعيد, وأن الرغبة باتت مشتركة للتهدئة.
 
* هل تلقيت تهديدات بالقتل?
 
- تلقيت المئات من رسائل التهديد بالقتل عبر الايميل وقالت احدى الرسائل : النازي يجب أن يموت... أنت ستكون الضحية التالية... نحن ننتظرك في الخارج... قتلك قريب...!!!!
 
* هل ستعتذر لاسرائيل?
 
- يجب على اسرائيل الاعتذار للشعب الفلسطيني أولا وأن تكشف عن جرائمها التى ارتكبتها بحق العائلات الفلسطينية التي قامت باختطاف أبنائها وقتلهم وسرقة أعضائهم الداخلية.
 
كما يتوجب عليها الاعتذار للمجتمع الدولي لانتهاكها اتفاقيات ومواثيق حقوق الانسان, وقيامها بقتل وتعذيب الفلسطينيين, وأنا شخصيا لم أتجن عليها, بل قلت الحقيقة, ومع ذلك فان الاسرائيليين يهددونني بالقتل.
 
وبالنسبة لي لن أتراجع عن مشروعي, وسأستمر في كشف الحقائق حتى النهاية لأن ما حدث هو جريمة بحق الانسانية, وهناك مفاجآت غير سارة كثيرة لاسرائيل في الطريق, وأعمل على مشاريع كتب أخرى حول ذات الموضوع.
 
* ما رسالتك للاسرائيليين?
 
- الأمر سهل وبسيط, فالعالم ما يزال بانتظار الاجابة عما حدث مع الشاب بلال غنام, وأن أمه لديها الحق في معرفة حقيقة ما جرى مع ابنها. وعليهم أن يكفوا عن جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.
 
* وماذا تقول للفلسطينيين?
 
- عليهم مواصلة الكشف عن المزيد من الأدلة حول اختفاء أبنائهم وأن يقوموا بالكشف عن العنف وحالات انتهاك حقوق الانسان التي تعرضوا لها على أيدي الاسرائيليين, كما أنهم مطالبون بتوثيق كل ذلك. وكشف ما يتعرض له أبناؤهم في المعتقلات, واطلاع المجتمع الدولي على كل ذلك لفضح اسرائيل.
 
* كونك متخصصا في شؤون الشرق الأوسط كيف تنظر الى الأوضاع في هذه المنطقة?
 
- لقد زرت فلسطين 30 مرة, ووثقت كل شيء والموقف سيئ, ويتحمل المحيط العربي لفلسطين المسؤولية كاملة عما يجري للشعب الفلسطيني كما أنهم لا يدعمون ولا يساعدون على حل المشكلة, كما أن العالم يدعم الاحتلال والمستعمرات, لكن ضعف الفلسطينيين ملحوظ, والمطلوب من أمريكا التدخل الايجابي في الصراع وأن تضغط على اسرائيل للالتزام بالقانون الدولي والا ستستمر الكارثة, فبدون أمريكا لن يتم التوصل الى حل. حاوره- أسعد العزوني – العرب اليوم
 
 

 

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.