- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
شهادة "النوباني" من داخل حصار عرفات : يهودية من تل أبيب في المقاطعة .. خمس دقائق تفصل بين الموت وأبو عمّار
في نهاية شهر آذار من العام 2002 وفي اليوم التالي من بدأ الحصار استطاعت مجموعة كبيرة من المتضامين الأجانب من مختلف الجنسيات اقتحام الحواجز التي حول المقاطعة ، حيث نجح أربعين منهم من الدخول إلى مقر الشهيد الخالد أبو عمار ، حيث استقبلوا استقبالا حافلا من كافة الإبطال المحاصرين وعلى رأسهم الأخ ابو عمار ، الرئيس اجتمع بهم على الفور ، وكان الاجتماع على وقع اصوات القذائف والتفجيرات التي كانت تهز اركان عرينه وما تسببه من تدافع الاتربة والحجارة المتطايره لتصل اليهم ، كان الختيار انذاك يزمجر بأعلى صوته : ها انتم هنا لتشاهدوا همجية الاحتلال وجنونه ضد شعبنا يريدون بحصارهم هذا مصادرة القرار الوطني المستقل واقول لهم خسئتم فالجنرال الشبل فارس عودة طاردهم في حارات غزة وإخوانه هنا في الضفة والقدس المئات من جنرالات الحجارة الذي سيطاردونهم في كل مكان ، فليس عرفات هو الثائر الوحيد بهذا الشعب بل ياسر عرفات جنديا في معركة التحرر والكرامة يستمد قوته وعنفوانه من مجد الاسرى والشهداء ومن اشبالي وزهراتي في الضفة وغزة فهؤلاء اكبر منا جميعا .
ثم تحدث السيدة كلود لوبستك فرنسية الجنسية والتي كانت تحاضر في جامعتي النجاح وبيت لحم نيابة عن الوفد حيث قالت : لقد حضرنا اليكم ايها الاخ ابو عمار بعد ان خضنا معركة طويلة مع جيش الاحتلال على مداخل وممرات مستشفى رام الله اذ قام الاحتلال الاسرائيلي باقتحامه لاعتقال الجرحى والاعتداء عليهم ومحاولة خطف جثث الشهداء الذي سقطوا وتصدينا لهم بعد ساعات من الصمود لمنع دخولهم ، وبعد دفن جثث الشهداء في باحه المستشفى وانسحابهم تحدث الينا الدكتور منذر الشريف والدكتور موسى ابو حميد وعدد اخر من الطواقم الصحية قائلين : ان المؤلم والخطير الان ما يتهدد المحاصرون داخل المقاطعة وتواجدكم هناك ان استطعتم قد يوفر حماية لهم وخصوصا ان القصف لم يتوقف والابنية تتساقط داخل مقر المقاطعة ولا يسمحون لسيارات الاسعاف من الوصول ولا توجد أي وسيلة اتصال للاطمنئان عليهم ، لذا فنحن هنا للوقوف معكم لما تمثلوه من ضمير حي لشعب بطل يناضل من اجل الحرية والعدالة وسنبقى معكم وما يحصل لكم يحصل لنا .
بعد تلك الكلمة صافحهم الاخ ابو عمار مرحبا ومبتسما ، ووجه كلامه لي : اخي ظافر عليك ان تتولى شؤونهم داخل المقر ، ما كدت التحرك بهم الى اكثر الاماكن التي اعتقدت انها امنه ، واذ باحدى المتضامنات تعرفني على نفسها بأنها يهودية ومن سكان تل ابيب بالتحديد ، وجاءت للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، عدت بها الى الاخ ابو عمار وقلت له : سيدي الرئيس : هذه ناتا جولاني يهودية ومن سكان تل ابيب ، فأبتسم وقال لها : ما الغرابة ، لي اصدقاء حميمين من الجاليات اليهودية ويناصرون قضيتنا ، ولكن لما تخاطرين بنفسك وتأتين الى ياسر عرفات ؟ فنحن مشروع شهادة واخشى عليكم من جنون قادتكم ، فردت جولاني : صدقني انني اشعر بالامن هنا اكثر مما اشعر به في تل ابيب ، فان مت هنا فساموت من اجل هدف سام ونبيل ولكن هناك في تل ابيب نحن كالمريض الذي ينتظر الموت الرحيم ، ويتابع الاخ ظافر النوباني : جرى تامين المتضامنين في جناح كان يستخدمه الاخ ابو عمار في استقبال كبار الضيوف والشخصيات وهو قاعة كبيرة تحتوي على عدد من المقاعد الفخمة ويتوسطها طاولة اجتماعات ، فقمت بتوزيع المتضامنين كل على مقعد لاستخدامه طيلة بقاءه في الحصار ، فلم يكن لدينا مرتبات او اغطية للنوم رغم بردوة الطقس في رام الله وداخل المقاطعة حيث الفتحات التي احدثتها التفجيرات .
واحدا من المتضامنين كان البروفيسور جيرار ، سبعيني العمر وفرنسي الجنسية والذي ما أن احتل مقعده حتى شرع بالكتابة ، لم اراه نائما الا ما ندر ، فالقصف على المباني المحيطة بالمقاطعة وصوت الرشاشات الثقيلة والقذائف ورائحة البارود والموت كانت تسيطر على الجميع ، قلق وتوتر وانتظار المجهول اضافة الى البرد القارص وقله الطعام والشراب .
في ذلك اليوم ، يتابع النوباني : تم تدمير مبنى المخابرات العامة المجاور واقتحامه وهو الملاصق لمكتب وغرفة الاخ القائد ابو عمار والتي باتت مكشوفة لنيران العدو والقريبة من مكان اقامة المتضامنين واذ بانفجار ضخم يهز اركان القاعة التي يتواجد فيها المتضامنون ويتطاير الزجاج ليتحول الى شظايا وانتشار لرائحة البارود والاتربة والغبار فلم يعد احد منا يرى الاخر سوى سماع الطلقات داخل المقر تحركت بعد دقائق لمعرفة ما الذي يجرى واذ بالحاج اسماعيل جبر نائب السيد الرئيس للقوات بوضع صعب جدا ومتوتر ، سالته ما الذي يجرى ، قال : خمس دقائق فقط بين خروج ابو عمار من غرفة نومه وقذيفة الهاون التي سقطت على الغرفة ودمرتها بالكامل، فالله تعالى لطف به وبنا ، وقد نقلته الى مكان اكثر امنا ، سالته وهل بقي هناك مكان امن في المقر ؟ قال لقد امنا له الغرفة المحاذية للمصعد فهي الاكثر امنا من غيرها من حيث الخرسانه الاسمنية والتسليح التي تحيط بالمصعد .