المعتصمون اللذين حملوا اعلام الاحواز بالإضافة الى العلم الأردني أرادوا إيصال رسالة مزدوجة الى شعبهم العربي في الاحواز تفيد تضامنهم مع صمودهم الأسطوري في مواجهة الاحتلال العنصري الإيراني وجرائمه اليومية بحق الأرض والإنسان والمياه العربية، ورسالة إلى أبناء الشعب العربي في الأردن لتذكيرهم بالقضية الأحوازية التي توضح حقيقة النظام الإيراني العنصري و أطماعه في الوطن العربي و الخليج العربي خصوصا.
الفعالية كانت متميزة في موقعها و عنوانها حيث أنها أول اعتصام مناهض لإيران الصفوية أمام سفارتها في عمان، و أول اعتصام مخصص لتسليط الضوء على القضية الأحوازية، و معاناة الشعب العربي الأحوازي، و جرائم الاحتلال العنصري الإيراني، الذي يحاول تغيير الطابع العربي للأحواز من خلال اقتطاع أراضيها و تجفيف مصادر مياهها و ملاحقة الناشطين و المقاومين الأحوازيين حتى وصل الأمر به إلى طمس الأسماء العربية للمناطق و منع العرب من استخدام لغتهم و أسمائهم العربية بشكل رسمي.
و من الجدير ذكره أن حملة عذرا يا عراق التي نظمت الاعتصام هي حملة شبابية عربية أردنية تسعى لكسر الحصار الإعلامي المفروض على ثورة العشائر العراقية و المقاومة الباسلة و تحاول إيصال رسالة واضحة تؤكد على وحدة المصير العربي و التنبيه إلى أن الخطر الإيراني الصفوي المتوغل في العراق و الذي تسعى الثورة العراقية إلى الخلاص منه، هو نظام عنصري احتلالي بالفعل كما هو حال الكيان الصهيوني المغتصب لأرضنا العربية في فلسطين المحتلة.
الأحواز العربي في سطور
شعـب الأحـواز ، الذى يبلغ عـد د نفـوسه ثمانية ملا يين عـربي ، شعب عـربي عـريق في عروبته ، ينتمي الى قبائل عربية جاءت في موجات متتالية الى الأحـواز من شبه الجـزيرة العربية واستقرت فيه قبل الاسلام وبعده ، جاءت اليه بعد أن أخذت المياه تنحسر عنه منذ الألف الثالث قبل الميلاد ، وبدأت أرضه تتكون من رواسب الطمي التي تحملها مياه كارون روافدها وشط العرب ودجلة والفرات . وبهذا فاءن أرض هذا القطر عربية وشعبه عربي .
تعد د ت القبائل العربية التي استقرت في الأحـواز وكثرت أفخاذها . وتمثل قبيلة بني حنظلة أقدم تلك القبائل التي جاءت قبل الفتح الاسلامي وتوطنت على ضفاف شط العرب وكارون واتخذت الزراعة مهنة لها .
تبلغ مساحة الأحواز ( 370.000 كم2 ) ثلاثمائة وسبعين ألف كيلومتر مربع ، ولكن الحكومة الايرانية اقتطعت في عام 1936 تحت ستار اجراء التنظيمات الادارية الحديثة مساحات من اراضيه وضمتها الى ولايات أخرى مجاورة بهدف تقليص مساحته الجغرافية وتحطيم أواصر الوحدة بين أجزائه .
تقع ( الأحواز) الى الجنوب الشرقي من العراق ، وتشكل القسم الشمالي الشرقي من الوطن العربي ، وتطل على رأس وشرق الخليج العربي وشط العرب من خلال حدودها الجنوبية . يحدها من الغرب محافظتا البصرة وميسان ( العمارة ) العراقيتان ، ومن الشرق والشمال جبال البختيارية التي هي جزء من سلسلة جبال زاجروس التي تعتبر الحاجز الجغرافي الطبيعي الذى يفصل بين الأحواز وايران ويجعل منهما منطقتين مختلفتين تماما فى الخصائص الجيولوجية والطوبوغرافية والحياتية ، فليس هناك أية علاقة فى التكوين الطبيعي بين سهل الأحواز وهضبة ايران الجبلية ، وتكاد العلاقات الطبيعية بين الأحواز وايران أن تكون معدومة ، اذ أن ايران عبارة عن هضبة تحيط بها حافات من السلاسل الجبلية الضخمة ونفصلها عن الخارج ليس فيها من جميع جهاتها تقريبا ولا سيما الجهة المحاذية للأحواز التي تتكون من عدد من السلاسل المتصلة الشاهقة الارتفاع التي ممرات سهلية الاجتياز ، بل تتخللها وديان ضيقة تنحدر بشدة نحو سفوحها .
فالأحواز أرض عربية و شعبها جزء من الأمة العربية و ايران الصفوية الفارسية دولة عنصرية تحتل أرضنا و تقتل شعبنا كما هو حال شعبنا في فلسطين المحتلة و كما هو الكيان الصهيوني العنصري المحتل لأرضنا العربية الفلسطينية.
ف . ع