لم تُعرف بعد الأسباب التي دفعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتشكيل وحدة كوماندوز نسائية لضمها إلى حرسه الخاص، والمكونة من 22 فتاة فلسطينية، يجمعن بين القوة والجمال..!!
هل أسوة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي...؟!
صحيفة” هآرتس” الإسرائيلية كشفت أن حارسات أبو مازن ملأن قبل أيام طلب تأشيرة للاتحاد الأوروبي، لتسفيرهن إلى إيطاليا للحصول على تدريبات إضافية، وذلك بعدما قام مدربون إيطاليون وفرنسيون بتدريبهن في أريحا على القيادة الحرفية والدفاع عن النفس
ووفقا لتعليمات أبو مازن، سوف يتم إدماج الخريجات في الحرس الرئاسي خلال الفترة القادمة، حيث سينتقلن للإقامة في مقر الرئيس برام الله، في مساكن منفصلة عن الرجال، لكن المهمة ستكون واحدة.
واحدة من الـ22 فتاة جامعية اللواتي تخرجن في مطلع شهر آذار، كانت الضابطة في حرس الرئاسة، نور دار عمر، التي قالت إن دورهن سيكون حماية ومرافقة النساء الضيوف على الأراضي الفلسطينية أو زوجات كبار الزوار، كما تقول إن بعض الفتيات التحقن بحرس الرئاسة الفلسطينية كتحدٍّ للرجل وقدراته، ولإسقاط مفهوم أن المهمات الصعبة ينفذها الرجال دون غيرهم
أما زميلتها المجندة، كروم سعد، فتقول إن الانضمام إلى هذا الجهاز هو حلم راودها منذ الصغر، وأن طموحها كان أن تصبح عسكرية في الميدان، رافضة أن يقتصر دورها على العمل داخل المكاتب
فيما قالت المجندة نيبال براهمة إن الانضمام إلى حرس الرئاسة قلب المفاهيم السائدة التي اعتَبَرت دائما أن مكان المرأة الأنسب هو المنزل أو في أحسن الظروف عملها مدرّسة فقط
وتعود كروم لتأكد أن الالتحاق بالحرس سيفضي بالنهاية إلى إحداث تغيير في المجتمع الفلسطيني، باعتبارها نصف المجتمع، فلابد لهذا النصف أن يحدث تغييرا
وتضم الوحدة القتالية النسائية 22 فتاة، تلقين دورة عسكرية هي الاولى من نوعها، لتأهيلهن للعمل في فرقة النخبة بحرس الرئاسة الفلسطيني المكون من 2600 رجل
المجندات الجديدات تم اختيارهن من خريجات العام الماضي من جامعة الاستقلال الفلسطينية، وهي أكاديمية أمنية في أريحا؛ حيث يقدم جهاز الأمن الأردني دعما تكتيكيّا وفنيّا للأجهزة الأمنية الفلسطينية عبر دورات تدريبية في الأردن باتفاق ثنائي بين الجانبين وبتمويل أميركي
وقوبل قرار الاستعانة بأول وحدة "كوماندوز نسائي الفلسطيني" بإهتمام واسع من الاعلام الاسرائيلي، فيما انتقده بشكل لاذع نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي
واعتبرت صحيفة (إنديبندنت) اللندنية في تقرير لها أن وجود هذه الوحدة جاء نتيجة للتغيير التدريجي في الضفة الغربية في الأعوام الأخيرة؛ حيث انهارت بعض الحواجز أمام المرأة مع تولي عدد من النساء رئاسة بلديات بعض البلدات، وتولي عدد منهن مناصب في القضاء وفي مجلس الوزراء، وأضاف التقرير إلى ذلك أن ارتفاع نسبة البطالة أدى إلى تقبل الأسر لدخول المرأة إلى سوق العمل في أعمال غير اعتيادية.
وإهتمت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، بهذا التطور الأمني الفلسطيني الأول من نوعه وقالت "الكومندوز النسائي الفلسطيني شابات محجبات خضعن لتدريبات بالاردن وفي كلية الاستقلال في أريحا، وستغادر هذه المجموعة إلى ايطاليا من أجل الخضوع لتدريبات إضافية في مجال مكافحة الارهاب".
وأشارت "يديعوت" في تقرير لها أنها دُعيت إلى حفل تخريج الكوماندوز النسائي الذي نفذ استعراضا تضمن ما وصفته بمحاكاة اعتقال "مخربيين وإرهابيين" والقفز في بركة ماء، ونشرت الصحيفة عددا من الصور التي تم التقاطها من الحفل تظهر مهارات الكوماندوز النسائي الفلسطيني
ويأتي هذا الترحيب الإسرائيلي في ظل رفض المجتمع الفلسطيني لتخريج هذه الفرقة؛ حيث اعتبرها خدمة للاحتلال الإسرائيلي وأمرا خارجا عن عادات المجتمع المحافظ، ولم يلق هذا الامر ترحيبا على موقع التواصل "فسيبوك" اذ كتب نشطاء معلّقين على احدى صور الكوماندوز الفلسطيني "يعني بكرا بنلاقي حراسة الشخصيات العامة والمهمة من النساء الكوماندوز"، وكتب آخر "خليها تدلعن والتغيير منيح.. حي الله النشميات الماجدات"
كما سخر آخر وكتب مخاطبا صديقة "يا جهاد خذلك ساتر على البدري" وكتب آخر " الله محيهم الدرعانيات"
وكتب ناشطة معلقة "سنغزوهم سنغزوهم ......واوووو"
وامتدت السخرية أيضا الى الانقسام بين الضفة وغزة اذ كتب احدهم "ليكون هذا الرد على غزة ربنا يرحمنا برحمته بلشنا نخاف وهنا بدون سلاح مش سالمين منهن كيف بالسلاح ضعنا والعوض على ربنا".
وكتب آخر: "يعني بكرا بنلاقي حراسة الشخصيات العامة والمهمة من النساء الكوماندوز".
الجدير ذكره أن النساء يُشكلنّ 3% فقط من إجمالي الشرطة الفلسطينية التي تتألف من 30 ألف عنصر، وسط تأكيدات بالسعي لتجنيد المزيد من الجنس اللطيف في القوات الأمنية.
وبدأ إنشاء قوة شرطية تضم نساء مع الإنطلاقة الأولى للسلطة الفلسطينية، لكن تم إلحاقهن بالأعمال المكتبية. وفي أعقاب تظاهرات النساء في الخليل 2009 تقرر إنشاء وحدة مشكلة من نساء فلسطينيات، التحق بعضهن بالحرس الرئاسي الذي أقامه الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وحتى الآن اقتصر عمل النساء في الحرس الرئاسي الفلسطيني على الضفة الغربية. وفي قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية حماس، تخدم نحو 400 امرأة في قوات الأمن المكونة من 16 ألف شخص. ورغم أنهن مدربات جيدا على القتال إلا أن غالبيتهن يعملن في وظائف إدارية.
يُشار إلى أن ظاهرة تجنيد النساء في الحرس الرئاسي ليست بجديدة على العالم العربي، حيث كان الرئيس الليبي الراحل معمر القافي هو الأشهر في ذلك، لما أشيع عن ثقته الكبيرة في النساء، واشتراطه أن تكون حارساته عذروات، يخضعهن لتدريب في كلية خاصة في إطار برنامج قاس يخرج النساء كمقاتلات محترفات وخبيرات باستعمال الأسلحة وفنون القتال. وكانت حارساته يرافقنه في أسفاره ومؤتمراته.