• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

هيكل: عباس عليه كمية ضغوط مهولة وقراره ليس بيده

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-10-17
1281
هيكل: عباس عليه كمية ضغوط مهولة وقراره ليس بيده

انتقد الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانصياعه للضغوط التي تمارس عليه من أطراف خارجية لم يسمها، وقال إن قرار عباس "ليس بيده".

وقال معلقا على قرار عباس سحب تقرير "غولستون" من النقاش في مجلس حقوق الانسان مطلع الشهر الجاري "الناس اللي وقفوا معنا خذلناهم، جولدستون (القاضي ريتشارد جولدستون رئيس لجنة التحقيق التي أعدت التقرير) وأنا أعرف هذا الأمر يقينا أحس بألم كبير، وعمل بجهد وضمير رغم تلقيه تهديدات بالقتل، عرض نفسه للخطر، ولم يجد في المقابل سوى صدمة التأجيل والتشكيك والاستهتار".
وأرجع التأجيل إلى ضعف إرادة السلطة الفلسطينية في مواجهة الضغوط الخارجية والإسرائيلية، ومشيرا بشكل خاص إلى رئيسها محمود عباس، وقال: "عباس يصعب عليَّ أحيانا رغم أنني غير معجب به، عليه كمية ضغوط مهولة، وقراره ليس بيده.. قيل له اذهب إلى نيويورك فذهب، اسحب التأييد لجولدستون فسحب".
كما ربط هيكل في برنامج "مع هيكل" الذي بثته فضائية "الجزيرة" القطرية الخميس 15-10-2009 بين هذا التأجيل وبين الوضع العربي قائلا: "العرب لا يوجد فيهم دولة قائدة أو صوت يسمع، العالم العربي في مأزق، لم يهجر قضاياه فحسب، بل هجر أيضا تاريخه ومستقبله"، مشددا على أنه "ما لم ينصلح حال العالم العربي فلن ينصلح حال الفلسطينيين".
ولقي قرار السلطة تأجيل التصويت على التقرير الذي يدين إسرائيل بشكل مباشر عاصفة عاتية من الغضب داخل فلسطين وفي أوساط عربية، ظهرت في وصف مظاهرات شعبية فلسطينية عباس بـ"الخائن"، وتبرؤ حركة فتح التي يتزعمها من طلب التأجيل، واستقالة الوزير باسم خوري من حكومة سلام فياض، كما رفضته جهات عربية على رأسها عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي قال إنه فور معرفته بطلب التأجيل "أصيب بالغثيان".
ووصلت الإدانة إلى جهات دولية؛ حيث اتهم مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك السلطة الفلسطينية بـ"خيانة شعبها" بعد أن "أنقذت" إسرائيل من الإدانة.
وعدد هيكل مزايا التقرير "الذي يقدم أدلة تدين إسرائيل، ليس فقط بارتكاب جرائم حرب، وإنما يصل الأمر إلى إدانتها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة جماعية بحق الفلسطينيين".
ومن هذه المزايا أن: "التقارير الدولية نوعان، تقارير فاعلة، وتقارير ساكتة، وتقرير جولدستون من التقارير الفاعلة؛ لأنه تضمن بنودا تسمح بمناقشته في كل مكان، في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة وفي محكمة الجنايات الدولية".
كما أنه لم يساو -كعادة معظم التقارير الدولية- بين الجاني والضحية: "التقرير برَّأ حماس من تهمة إطلاق صواريخ من موقع مدني، ومن تهمة استخدام المدنيين كدروع بشرية، التقرير لم يتهم حماس سوى في إطلاق صواريخ بغير هدف وممارسة حرب دعائية، لكن هذا ليس واحدا على مليون مما فعلته إسرائيل، التقرير لم يساو بين حماس وإسرائيل، وهذا السر في الرعب الذي تعيشه تل أبيب".
كما تبرز أهمية التقرير -يتابع هيكل- بالظرف الذي خرج فيه إلى النور "الأمر الذي جعله تقريرا غير عادي في ظرف غير عادي؛ حيث هناك منطقة عربية هي قطاع غزة حوصرت واستبيحت بطريقة غير طبيعية استفزت العالم، حتى بعض اليهود منهم، وشكلت نقمة عالمية على إسرائيل".
وأيضا فإنه مما يتميز به التقرير هو أنه "تقرير دولي قدَّم للجان حقوق الإنسان الدولية حقائق جارحة وواضحة إلى درجة أنه ما من أحد يستطيع إنكارها".
وتابع:"القاضي جولدستون أرفق التقرير بتوصيات تنفيذية ما حوَّله إلى تقرير فاعل وليس تقريرا وصفيا، ووجَّه رسالة للجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يمكن أن تفعله، ورسالة لمجلس الأمن فيما يستطيع أن يفعله، وعلى أي مواد قانونية يجب أن يستند، ورسالة إلى محكمة الجنايات الدولية توضح المواد التي تنطبق على هذه الجرائم الموصوفة، ورسالة إلى مؤسسات حقوق الإنسان وما يمكن أن تفعله".
وكل هذا بحسب هيكل "جعل إسرائيل لأول مرة تواجه تقريرا فاعلا يتضمن مشروعات القرارات التي يمكن الخروج بها، وأدوات تنفيذها، وكذلك ما على الدول العربية والفلسطينية فعله لمقاضاة قادة الاحتلال.. وهذا ما أشعرها (إسرائيل) بالخطر؛ ولهذا استنفرت قواها لمواجهته".
ونفى الكاتب المصري أن تكون الفصائل الفلسطينية قد استغلت تقرير "جولدستون" لكسب نقاط سياسية في مواجهة السلطة الفلسطينية، في إشارة إلى إعلان بعض الفصائل رفضها التوقيع في الوقت الحالي على ورقة المصالحة الفلسطينية التي أعدتها القاهرة؛ احتجاجا منهم على موقف السلطة من التقرير.
واعتبر هيكل أن موقف الفصائل "عبَّر حقيقةً عن هول الصدمة من جرَّاء سحب تقرير كفيل بمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمي حرب".
وأكد هيكل أن سحب التقرير من المناقشة في الجلسة السابقة للمجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تواطؤ مع الاحتلال الصهيوني.
وعن تراجع السلطة الفلسطينية عن موقفها وتقديمها طلبا جديدا بإعادة طرحه للتصويت في جلسة استثنائية للمجلس الدولي لحقوق الإنسان -وهي الجلسة التي انعقدت الخميس/الجمعة- قال هيكل: "هذا الطلب بمثابة إجراء وظيفي لا سياسي؛ حيث إن السياسة تحتم على الأطراف اقتناص الفرص، فيما ضيَّعت سلطة رام الله الفرصة".
وتساءل عن السبب الرئيسي لسحب التقرير قائلا: "هل شرب أطراف السلطة شيئا ملونا حتى يعيدوا محاولة طرح التقرير بعد أن كان بين أيديهم ليدينوا الاحتلال في الجلسة الأولى للتصويت؟!".(اسلام اون لاين)
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.