مبارك يقبل استقالته.. كارثة قطاري العياط تُطيح بوزير النقل المصري

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن مبارك قبل الاستقالة التي تقدم بها منصور والتى أعرب فيها عن تحمله مسئولية حادث تصادم قطارى العياط الذى أدى إلى مصرع 18 شخصا وإصابة 36 آخرين.

 

وتأتي الاستقالة بعد ساعات من نفى الدكتور مجدى راضى، المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، أن يكون وزير النقل، قدم استقالته بسبب الحادث، مؤكدا عدم وجود اتجاه لاستقالة وزير النقل، أو إقالته.

 

ونقلت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة عن راضى أن الحادث لا يعنى فشل برنامج تطوير وتحديث مرفق "السكك الحديدية"، معتبرا أن برنامج التطوير لا يخص وزارة، وإنما هو برنامج حكومة طويل، وبه كثير من التحديات الفنية.

 

وكانت الدعوات قد تعالت مؤخرا في مصر الى محاسبة الحكومة وإقالة وزير النقل والمواصلات بسبب كارثة اصطدام قطارين في منطقة العياط مساء السبت .

 

وشن أعضاء مجلس الشعب المصري هجوماً حاداً علي منصور وحملوه المسئولية كاملة عن حادث قطاري العياط وطالبوا بإقالته من منصبه، وذلك في اجتماع طارئ عقدته لجنة النقل والمواصلات بالمجلس- أمس الاثنين.

 

وطالب المتحدث الإعلامي باسم الكتلة البرلمانية لنواب جماعة الإخوان المسلمين في مجلس الشعب حمدي حسن أمس، بإقالة وزير النقل محمد منصور، واستنكر في بيان إلى رئيس مجلس الوزراء المصري أحمد نظيف حادثة العياط، مؤكدا أن تكرار الكوارث في هذه المنطقة يؤشر إلى استمرار الإهمال واللاجدية في التعامل مع هذا الموضوع.

 

وحسبما ذكرت صحيفة "الدستور" المصرية المستقلة، كانت مفاجأة الاجتماع قيام الدكتور زكريا عزمي- رئيس ديوان رئيس الجمهورية والأمين العام المساعد للحزب الوطني- بفتح النار علي الوزير، منصور وقال: إحنا مش جايين علشان نشكر الوزراء.. إحنا جايين نخاطب الرأي العام.. والوزير قاعد يتكلم عن تطوير المحطات وأنا باقوله محطات إيه؟ إنت عامل إعلانات في رمضان عن السكة الحديد وكأنها أحسن سكة حديد في العالم واتهمت الشعب إنه بيسرق.. الحادث فيه خطأ جسيم"، ووجه كلامه لمنصور: وأنت مسئول دستورياً عن هؤلاء البشر.

 

وتوالي الهجوم علي وزير النقل وانتهي بكلام النائب أحمد سعد أبوعقرب الذي قال متهكماً: "وزير النقل بيلعب كويس لكن مشكلته إنه منحوس زي الزمالك و الزمالك بيلعب كويس وبيتغلب".

 

إلى ذلك اعتبر حمدى الطحان رئيس لجنة النقل بمجلس الشعب الإهمال السبب الرئيسى فى حادث قطارى العياط. مشيرا إلى أن سائق قطار الفيوم الذى صدم الجاموسة أخطر الإدارة المركزية للتحكم المركزى بتوقفه بعد الاصطدام مباشرة، وأن المسافة بين القطارين كانت 20 دقيقة، "وهى كافية جدا لتحقيق الأمان"، على حد تعبيره.

 

فيما سيطر الإحراج والارتباك علي منصور وحاول الدفاع عن نفسه بإلقاء المسئولية علي عاتق عامل المراقبة "اللي زوغ قبل الحادث بـ 50 دقيقة".

 

وتراوحت الخسائر المبدئية لهيئة "السكك الحديدية" من جراء الحادث بين ما يقرب من مليون جنيه إيرادات تذاكر، وأكثر من 50 مليون جنيه نتيجة تحطم 3 عربات وتهشم الجرار المتسبب فى الحادث، حسب مصدر بالهيئة، فى الوقت الذى ألغى فيه نحو 8 آلاف مسافر حجوزاتهم على القطارات، أمس، من محطتى مصر والجيزة كان مقرراً سفرهم على متن 14 رحلة، كانت متجهة لمحافظات الصعيد، فور علمهم بالحادث.

 

من ناحية اخرى، أمر النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود بحبس سائقي القطارين رقمي 152 و188 وهما وحيد كامل وأمير حليم وعامل برج كفر عمار ويدعي بدر معتصم 4 أيام علي ذمة التحقيق بعد أن وجهت لهم نيابة جنوب الجيزة الكلية برئاسة أسامة سيف وتحت إشراف المستشار حمادة الصاوي- المحامي العام الأول- تهمة قتل 18 شخصاً عن طريق الخطأ والإضرار بمصالح وممتلكات الجهة التي يعملون بها.

 

كما أمرت النيابة بتشكيل لجنة من أساتذة الهندسة لإعداد تقرير شامل عن أسباب وملابسات الحادث.. وتستكمل النيابة اليوم تحقيقاتها مع ناظر محطة كفر عمار ومفتش البرج ونائب ورئيس هيئة السكة الحديد.

 

يأتي هذا في الوقت الذي شيع فيها أهالي قري الضحايا بأكتوبر والفيوم وبني سويف تشييع ذويهم إلي مثواهم الأخير في مشاهد جنائزية مهيبة وردد المشيعون الأدعية علي الحكومة والأيام السوداء.

 

في هذه الأثناء، أكدت التحقيقات الأولية في كارثة تصادم قطارين للركاب قرب مدينة العياط، براءة "الجاموسة" من تهمة التسبب في وقوع الحادث المروع الذي اسفر عن مقتل وإصابة عشرات المصريين.

 

ونقلت صحيفة "الوفد" المصرية المعارضة عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها: ان الحادث وقع بسبب عدم وجود فرامل في قطار الجيزة- الفيوم المنكوب.

 

كما كشف سائق القطار المنكوب اثناء التحقيات التي اجريت معه عن مفاجاة من العيار اليقيل بكشفه انه قام بإبلاغ غرفة التحكم المركزية بعدم وجود فرامل بالقطار، حيث صدرت له التعليمات بالدخول الى الخط الفرعي والوقوف هناك، واشار الى انه اثناء دخوله الى الخط الفرعي فوجئ بقطار القاهرة - اسيوط يصطدم به من الخلف وشعر بوقوع زلزال شديد.

 

وكشفت التحقيقات ان غرفة التحكم المركزية التي اصدرت اوامرها للقطار المنكوب بالدخول الى الخط الفرعي لم تبلغ قطار القاهرة - السيوط بوجود قطار امامه وظلت الاشارة خضراء .. كما قام عامل المزلقان بمغادرة مكان عمله وركب القطار المنكوب ولقي مصرعه في الحادث..

 

وكشفت التحقيقات أيضا عن وجود تمرد مكتوم بين سائقي القطارات بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم. في نفس السياق، أرجع مصدر مطلع بالهيئة القومية للسكك الحديدية، لصحيفة "الشروق" المصرية المستقلة سبب الحادثة إلى وجود عيوب فنية بالجرار 188، أحد الجرارات الجديدة، التى استوردتها الهيئة مؤخرا من شركة جنرال إلكتريك.

 

وأضاف المصدر، الذى طلب عدم نشر اسمه، أنه تم تحليل شريط جهاز التحكم "atc"، وهو بمثابة "الصندوق الأسود"، الذى يسجل ويرصد جميع التفاصيل المتعلقة برحلة قطارى العياط، الذى تصادما مساء السبت الماضى، فور وقوع الحادث مباشرة، قبل أن تتحفظ عليه النيابة، لكن الهيئة قامت بالتعتيم على كل المعلومات عن أسباب وقوع الحادث، بحجة أن النيابة ما زالت تحقق، لمعرفة سبب الحادثة، حتى لا تتم إثارة الرأى العام ضد الهيئة

 

ويعتبر القطار أرخص وسيلة نقل في مصر، ورغم مليارات الجنيهات التي تتحدث الحكومة المصرية عن رصدها لتطوير "قطارات الفقراء"، إلا أن هؤلاء لم يستشعروا فرقا كبيرا.

 

وكانت تسعينيات القرن الماضي قد شهدت حوادث عديدة ومنها ما وقع في فبراير/شباط 1992، إذ قتل 43 شخصا في اصطدام قطارين في مدينة البدرشين، كما قتل 75 راكبا في نفس المدينة في ديسمبر 1995 في حادث تصادم آخر.

 

وفي فبراير 1997 تصادم قطاران شمال مدينة أسوان، مما أدى إلى مقتل 11، وفي أكتوبر/تشرين الاول 1998 اصطدم قطار بالقرب من الإسكندرية بأحد المصدات الأسمنتية الضخمة، مما أدى إلى خروج القطار عن القضبان، واقتحامه أحد الأسواق المزدحمة، وأسفر الحادث عن مقتل 50 شخصا وإصابة أكثر من 80 معظمهم كانوا بالسوق.

 

ويعد الحادث الذي اشتهر بحريق قطار الصعيد في فبراير 2002 هو الأسوأ في تاريخ حوادث السكك الحديدية المصرية والتي تصادف وقوعها بمنطقة العياط أيضا، عندما كان القطار مزدحما بالمواطنين البسطاء المسافرين لقضاء إجازة عيد الأضحى، مما أدى الى وقوع 350 قتيلا..