• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

"فرانكوب" تفضح خدعة نتنياهو لإفشال جولدستون

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-11-07
1352
"فرانكوب" تفضح خدعة نتنياهو لإفشال جولدستون

بعد إقرار تقرير جولدستون في مجلس حقوق الإنسان في أكتوبر / تشرين الأول الماضي ، سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للتأكيد حينها أنه سينزع الشرعية عن هذا التقرير بكل ما أوتى من قوة ورغم أنه لم يكن واضحا كيفية تحقيق هذا الأمر ، إلا أنه سرعان ما بدأت أبعاد مؤامرته تتضح شيئا فشيئا.

 ففي 4 أكتوبر ، فوجىء العالم بإعلان إسرائيل أنها اعترضت في عرض البحر المتوسط سفينة كانت قادمة من إيران في طريقها إلى سوريا وتحمل كميات كبيرة من الأسلحة .
 
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن قوة خاصة من سلاح البحرية الإسرائيلية اعترضت سفينة تجارية تدعى "فرانكوب" وترفع علم انتيجاوا وضبطت على ظهرها وسائل قتالية مختلفة وذخائر تم إخفاؤها وكأنها سلع مدنية.
 
وأضافت أنه تم اعتراض هذه السفينة في البحر الأبيض المتوسط على بعد 180 كيلومترا غربي الشواطئ إسرائيلية وتم اقتيادها إلى أحد الموانئ الإسرائيلية لمواصلة أعمال التفتيش فيها.
 
ومن جانبه ، قال نائب قائد سلاح البحرية الإسرائيلي راني بن يهودا إن السفينة كانت محملة بعشرات الحاويات ومئات الأطنان من الأسلحة والذخائر المرسلة إلى حزب الله وحماس والقادمة من إيران .
 
وزعم أن كمية الأسلحة المضبوطة في السفينة تساوي حوالي 10 في المائة من مستودع الأسلحة المتوفر لدى حزب الله ، واستطرد قائلا :" ضبطنا 400 حاوية أسلحة وقذائف شملت حوالي 3000 من القذائف الصاروخية والقذائف والقنابل من مختلف الأعيرة منها : قذائف صاروخية من عيار 122 و107 ميليمتراً ، قذائف مدفعية خارقة للدروع من عيار 106 ميليمتراً ، قذائف هاون من عيار 120 و81 و 60 ميليمترا ، قنابل يدوية ، بنادق رشاشة سريعة الطلقات من نوع كلاشينكوف وطلقات من عيار 7.62 ميليمتراً ".
 
المزاعم السابقة تزامنت مع بدء الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة خاصة لمناقشة تقرير جولدستون وبالنظر إلى غياب الفيتو الأمريكي وضعف حجج إسرائيل أمام مجازرها البشعة التي أوردها التقرير ، فإن إسرائيل سارعت للتشويش عليه عبر الإعلان عن ضبط سفينة الأسلحة المزعومة في محاولة يائسة لمنع صدور قرار من الجمعية العامة يدينها .
 
فهى تلعب دوما على مزاعم أنها محاصرة بالأعداء وأن كل جرائمها تأتي في إطار ما تسميه بحقها بالدفاع عن نفسها ، وبالتالي فإن الإعلان عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة كانت متجهة لما تطلق عليه "جبهة الإرهاب " قد يضعف فرص "جولدستون" في الحصول على أغلبية كبيرة في الجمعية العامة تضاعف إمكانية محاكمة قادتها بارتكاب جرائم حرب .
 
وما يؤكد صحة الفرضية السابقة هو الاتهامات التي وجهتها لحماس قبل يوم من الإعلان عن ضبط سفينة "فرانكوب" ، ففي 3 نوفمبر ، زعم رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين أن حركة حماس أجرت مؤخرا تجربة ناجحة على صاروخ إيراني يبلغ 60 كيلو مترا ويصل إلى تل أبيب ، مشيرا إلى أن حماس استطاعت الاستفادة من الهدوء بعد انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة بمحاولة امتلاك مزيد من الأسلحة وخاصة الصواريخ .
 
ولم تكد تمر ساعات على المزاعم السابقة إلا وسارع جابي أشكنازي رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي لتهديد حماس قائلا إن غزة ستكون هدفا لحرب جديدة ، كما اتهم عضو الكنيست أرييه الداد تركيا بتسهيل نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا وزعم أيضا أن مصر تعتبر جسراً لنقل القذائف الصاروخية إلى قطاع غزة ، قائلا :" إسرائيل لا تستطيع بعد الآن تجاهل دعم الدول التي تسمى بالصديقة للإرهاب ".
 
التهديدات والتصريحات السابقة تؤكد أن إسرائيل تعيش بالفعل أزمة حادة بسبب تقرير جولدستون وتحاول عبر توزيع الاتهامات هنا وهناك لفت الأنظار بعيدا عنه ، بل ومحاولة ابتزاز مصر وتركيا للتوقف عن دعم التقرير في الأمم المتحدة والمحافل الدولية ، فهى ترسل رسالة يائسة مفادها أن تجنب حرب جديدة ضد حماس أو حزب الله أو سوريا أو إيران مرتبط بإجهاض جولدستون .
 
إلا أن الرد جاء سريعا ومحبطا لمثل هذا الابتزاز ، فقد فضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية أبعاد مؤامرة نتنياهو عندما تساءل في لقاء مع صحفيين بغزة "كيف يمكن لحماس أن تجرب صاروخا مداه 60 كيلومترا وقطاع غزة من رفح في الجنوب إلى بيت حانون في الشمال يبلغ طوله 45 كيلومترا" ، متهما إسرائيل بأنها تريد تحويل انتباه وسائل الإعلام والرأي العام العالمي عن تقرير جولدستون عبر تضخيم موضوع السلاح لدى حماس .
 
أيضا فإن النفي السريع من قبل سوريا وحزب الله وإيران لمزاعم إسرائيل حول سفينة "فرانكوب" يبرز عدة أمور يأتي على رأسها أن الجميع يعلم أن بوجود اتفاق مشبوه وقعته وزيرتا خارجية أمريكا وإسرائيل سابقا كونداليزا رايس وتسيبي ليفني في 16 يناير الماضي ينص على فرض مراقبة صارمة على مداخل قطاع غزة البرية والبحرية والجوية بمشاركة حلف الناتو بحيث تنتشر هذه المراقبة لتشمل البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وخليج عدن والخليج العربي ، وفي حال كهذا ، فإن سوريا أو إيران ليست من السذاجة لوضع كل تلك الكمية من الأسلحة على سفينة تجارية ، هذا بالإضافة إلى أن إسرائيل هى من أعلنت اعتراض السفينة وليس حلف الناتو وبالتالي فإن هناك شكوكا قوية حول صحة روايتها ، بل إنها قد تكون قامت قبل الإعلان عن الأمر بتفريغ الحمولة الحقيقية للسفينة وهى بضاعة مستوردة من إيران كانت في طريقها لسوريا ووضعت بدلا منها الأسلحة المزعومة .
 
والخلاصة أن مؤامرة نتنياهو لإجهاض تقرير جولدستون لن تنطلي على أحد ، بل إن قيام إسرائيل باعتراض سفينة فرانكوب على بعد نحو 100 ميل بحري (180 كلم) من سواحلها أكد للعالم أجمع أنها تنتهك القانون الدولي يوميا ليس فقط في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإنما أيضا عبر القرصنة في المياه الدولية .
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.