محققون أمريكيون: نضال لم يكن منتميا إلى مجموعات إرهابية

 ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن المحققين، الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، قولهم انهم يعتقدون ان نضال (39 عاما) الجندي الأمريكي من أصل فلسطيني تصرف من تلقاء نفسه.لكنهم يواصلون البحث عن "الدافع" الذي جعله يفعل ما فعل.

 

وقالت الصحيفة: "لم يعثر المحققون على دليل يثبت أن نضال كان جزءا من مؤامرة إرهابية. لكنهم يبحثون عن ما يثبت انه كان يعتقد بأنه يقوم بعملية انتحارية متطرفة".

 

وتابعت المصادر إن تحليلا دقيقًا لجهاز الكومبيوتر الذي يملكه نضال أظهر شاهد العديد من المواقع الالكترونية الإسلامية التي تؤيد "نظريات إسلامية متطرفة" وانه تبادل رسائل مع أشخاص متطرفين، موضحة أنه قام بكتابة مقالات تشجع على القيام بعمليات انتحارية تمهيدًا لنشرها على الانترنت.إلا انه الصحيفة الأمريكية أشارت إلى ان هذه المعلومة لا تزال تحتاج إلى تأكيد.

 

في غضون ذلك، اعلن رئيس لجنة الأمن الداخلي لمجلس الشيوخ الأمريكي أن الكونجرس يبحث التحقيق في حادثة "فورد هود‏".‏

 

وقال السيناتور الأمريكي جو ليبرمان الذي يرأس لجنة الكونجرس لشئون الأمن الداخلي لمحطة "فوكس" التلفزيونية إنه يريد معرفة ما إذا كان الهجوم "عملا إرهابيا"، وفيما إذا كان الجيش فشل في ملاحظة مؤشرات تشير إلى اعتناق نضال مبادئ متطرفة.

 

ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن ليبرمان قوله إنه في حال كون نضال أبدى مؤشرات لإمكانية تحوله إلى إسلامي راديكالي كان على الجيش أن يسرحه.

 

وقال رئيس أركان سلاح البر الأمريكي الجنرال جورج كيسي انه من الضرروي ان "نشجع جنودنا والمسئولين الذين قد يكونون على علم بأي معلومات عنه على تقديم هذه المعلومات إلى المحققين".

 

ونشر قسم التحقيقات الجنائية التابع للجيش الأحد رسالة تدعو المدنيين والعسكرييين الذين كانوا موجودين في مكان المجزرة إلى تسليمه "اي عنصر مادي يمكن ان يستخدم" لمساعدة التحقيق.

 

في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة "أوستن أمريكان ستيتسمان" اليوم الاثنين أن نضال استرد وعيه ويتحدث.

 

وقال ناطق باسم مركز "بروك" الطبي التابع للجيش في سان أنطونيو بولاية تكساس: "إن الميجر نضال مالك حسن متجاوب" . ولم يؤكد ما إذا كان حسن الذي تعرض لإطلاق نار أربع مرات من قبل شرطة "القاعدة"، كان يتحدث مع المحققين أم لا.

 

وبدأ بعض المصابين في حادث اطلاق النار العودة إلي منازلهم‏ ، وقال مسئول الجراحة في مستشفي "سكوت آند وايت" في تمبل بولاية تكساس إنه من بين ‏10‏ مصابين نقلوا إلي المستشفي خرج أربعة منهم‏‏ وأوضح أن اثنين من المصابين لايزالان في غرفة العناية الفائقة‏.‏

 

وأضاف أنه قد يصاب بعضهم بتشوهات جسدية مدي الحياة وأن معظمهم سيعانون من تداعيات نفسية تلازمهم مدي الحياة‏.‏

 

ونشرت الصحف وبثت قنوات التليفزيون صور الشرطية كيمبرلي مونلي التي ادي تدخلها إلي اصابة نضال حيث هرعت تلك الشرطية من فريق التدخل السريع عندما سمعت العيارات النارية إلي مكان الحادث وأطلقت النار علي نضال فطرحته أرضا لكنها أصيبت بجروح خطيرة في تلك المواجهة‏.‏

وعبّر رئيس أركان الجيش الأمريكي عن قلقه من أن حادث إطلاق النار، يمكن أن يذكي رد فعل عنيفا في الجيش الأمريكي ضد الجنود المسلمين.

 

وحذر كيسي من القفز إلى النتائج بشأن ما إذا كانت المعتقدات الدينية وراء تصرف المشتبه بارتكابه الجريمة نضال مالك حسن المسلم المولود في الولايات المتحدة لأبوين من المهاجرين.

 

وقال كيسي: "يساورني القلق من أن هذه التكهنات المتزايدة يمكن أن تسبب رد فعل عنيفًا ضد بعض جنودنا المسلمين. وقد طلبت من قادة جيشنا أن يكونوا يقظين لهذا الأمر".

 

وقال كيسي إن هناك نحو ثلاثة آلاف جندي مسلم عامل أو في الحرس الوطني أو قوات الاحتياط. وهم أقلية صغيرة داخل الجيش الأمريكي.وتابع: "تنوعنا ليس في جيشنا فحسب بل في بلادنا أيضا. وبقدر ما كانت هذه المأساة مروعة فإننا اذا خسرنا تنوعنا سيكون هذا اسوأ على ما أعتقد".

 

ولدى سؤاله عما إذا كان المسلمون في الجيش الأمريكي أكثر ارتباكًا من الجنود الآخرين لخوضهم حروبًا في دول إسلامية مثل افغانستان والعراق، قال كيسي: "أعتقد أن هذا أمر يجب أن نبحثه على أساس فردي".لكنه أضاف: "أعتقد أننا كجيش يجب أن يكون لدينا متسع كاف لضم أشخاص من جميع دروب الحياة".

 

وأحجم كيسي عن التصريح بما يعرفه الجيش عن سلوك حسن قبل الحادث الذي وقع يوم الخميس قائلا: "إن المحققين الذين يفحصون الجريمة سيتعاملون مع كل هذه التساؤلات".

 

ومن جانبها، أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي جانيت نابوليتانو‏ أنها ستعمل علي منع موجة محتملة من مشاعر العداء ضد المسلمين ، موضحة: "أن وزارة الأمن الداخلي تعمل مع مجموعات في أنحاء الولايات المتحدة لمنع أي رد فعل ضد المسلمين الأمريكيين".