• رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

بعد عام من العدوان: غزة تشهد ولادة عشرات الأجنة المشوهة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-12-21
1210
بعد عام من العدوان: غزة تشهد ولادة عشرات الأجنة المشوهة

كشفت مصادر طبية وحقوقية فلسطينية النقاب عن ارتفاع غير مسبوق في عدد المواليد والأجنة المشوهة وحالات الإجهاض وتزايد ملحوظ في أعداد النساء المصابات بمرض سرطان الرحم والرجال المصابين بالعقم.

  وأعلن الطبيب معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ في حديث إلى "الغد" أن مستشفيات غزة استقبلت في غضون الأشهر الأربعة الماضية أكثر من 50 حالة ولادة لأجنة مشوهة وشهدت زيادة غير مسبوقة في معدلات الإجهاض المبكر وإصابة عدد كبير من النساء خاصة الحوامل منهن بمرض سرطان الرحم.
 
وتوقع حسنين حدوث ارتفاع في عدد الأجنة المشوهة ووصول عدد المواليد الخدج التي تعاني من تشوهات مختلفة إلى مئات الحالات خلال الأشهر القريبة القادمة لافتا في السياق ذاته إلى الزيادة الملحوظة في أعداد الرجال الذين يعانون من العقم إذ اثبتت التحاليل الطبية التي أجريت لهم أن الحيوانات المنوية لديهم تخرج ميتة.
 
وأرجع حسنين أسباب الزيادة غير المسبوقة في عدد الأجنة المشوهة والأمراض التي تعاني منها النساء والرجال على حد سواء إلى المواد السامة والمسرطنة التي احتوت عليها القنابل الفوسفورية والعنقودية التي استخدمها الاحتلال في حربه الأخيرة على غزة قبل نحو عام.
 
 من جهتها حذرت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في ورقة موقف أصدرتها أمس من خطورة ارتفاع عدد المواليد المشوهة ومعدلات الإجهاض المبكر والأمراض السرطانية بسبب استخدام جيش الاحتلال للأسلحة المحتوية على مواد سامة ومشعة خلال عدوانه على غزة.
 
وأكدت الضمير أن الأوضاع الصحية والبيئية في غزة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، نتيجة لظهور الآثار الكارثية التي خلفتها الحرب الأخيرة وما استخدمه الاحتلال في هذه الحرب من أسلحة محرمة دوليا إضافة إلى الآثار الكارثية الناجمة عن إغلاق الاحتلال لمعابر وحدود قطاع غزة للعام الثالث على التوالي.
 
ولفتت الضمير إلى انه بعد عام من العدوان على غزة تكشفت ظواهر صحية وبيئية خطيرة منها ارتفاع عدد المواليد المشوهة ومعدلات الإجهاض المبكر ونسب الإصابة بالأمراض السرطانية ما ينذر بأبعاد وتداعيات بيئية وصحية آنية ومستقبلية خطيرة تهدد صحة مليون ونصف المليون فلسطيني في غزة اثر استخدام الاحتلال لهذه المواد السامة أثناء عدوانه على غزة.
 
وأشارت الضمير إلى تلوث جميع مكونات البيئة الأساسية من مياه وتربة وهواء جراء بقاء هذه المواد في تربة غزة، واحتمال دخولها لأجسامهم في أي لحظة عن طريق السلسلة الغذائية، بعد تناولهم للمزروعات التي من الممكن أن تكون قد تلوثت بتلك المواد، الأمر الذي ينتهك أهم الحقوق الإنسانية للمواطنين المتعلقة بحقهم في الحياة، والعيش في بيئة صحية نظيفة.
 
وكشفت الضمير أن عدد حالات الأطفال المولودين بتشوهات خلقية خلال أشهر "آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) وأكتوبر (تشرين الأول)" من العام الماضي 2008 في قطاع غزة قبل العدوان بلغت 27 حالة فقط، فيما بلغت في نفس الفترة من العام الحالي 2009 بعد العدوان 47 حالة ما يعني تضاعف عدد الحالات.
 
 وبينت المؤسسة أن 50% من التشوهات تتركز في الجهاز العصبي والتصاق في الأعضاء، كما أشارت إلى أن مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا كانت الأكثر في حالات التشوه، وهي المناطق التي شهدت اعنف الاعتداءات الإسرائيلية.
 
 وعابت الضمير صمت المجتمع الدولي عن الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها سكان غزة اثر مواصلة الاحتلال سياسة العقاب الجماعي بحق المواطنين المدنين، وانتهاكاته المتواصلة بحق المواطنين والبيئة.
 
 وطالبت الضمير وزارتي الصحة في غزة ورام الله بتغليب المصلحة العامة والبعد عن التجاذبات السياسية، وتأدية واجباتهم تجاه المواطنين الفلسطينيين، وحمايتهم من المكرهة الصحية القائمة والعمل على إيجاد آلية لعلاج الأطفال الضحايا المشوهين في مستشفيات الخارج ، نظراً لعدم توفر العلاج المطلوب لهم محليا.
 
ودعت الضمير الفرق والخبراء الذين قاموا بفحص عينات من بيئة غزة لعرض تلك النتائج على الملأ، والفحوصات التي تثبت استخدام جيش الاحتلال لمواد سامة ومشعة ومحرمة استخدامها في أماكن تواجد المدنيين.
 
وكان باحثون ايطاليون أكدوا أخيرا أن تربة قطاع غزة تحتوي على معادن ومواد مسرطنة وسامة للأجنة بسبب امتصاصها لهذه المواد التي استخدمت في الحرب الأخيرة على غزة مطالبين خلال مؤتمر صحافي بفحص سكان المناطق التي تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، ومتابعتهم صحيا.
 
وأشارت خبيرة الجينات في جامعة روما وعضو المركز الوطني للأبحاث البريفوسور باولا ماندوكا في المؤنمر ذاته إلى أن الباحثين توصلوا إلى نتائج أبحاثهم بالتنسيق مع منظمات أخرى منها منظمة الصحة العالمية موضحة أن التحاليل وفحص المساحيق والمواد التي وجدت في الحفر الناتجة عن القنابل وكذلك المعادن المستخدمة في المقذوفات بينت أنها معادن مسببة لأمراض خطيرة جدا.
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.