دبي..مدينة الأحلام بقلم فايز الاجراشي

بقلم فايز الاجراشي 

لم تكن المرة الأولى التي ازور بها الإمارات والكن الثانية لاحضت ان دينمو التطور والنمو ازدادت وتيراته ودولاب التقدم يدور بسرعة لم الحضها في مدن أخرى…

في دبي الإنسان محور التقدم والبناء يبدأ بعقلية متقدمة ذات أفق واسع وعميق.

 

على بحّر الخليج ، تنبض مدينة دبي بروح لا تشبه سواها. إنها مدينة لا تُعرف فقط بأبراجها الشاهقة ولا بأسواقها الفاخرة، بل بشيء أعمق وأكثر تأثيرًا في النفس… إنها المعاملة الحسنة، التي تجعل الزائر يشعر وكأنه بين أهله، والمقيم وكأنه في وطنه.

 

دبي ليست مجرد مدينة حديثة؛ إنها تمثل مدرسة في الأخلاق والاحترام. فالمعاملة الراقية لا تقتصر على فئة معينة أو مناسبة خاصة، بل هي أسلوب حياة. منذ لحظة وصولك إلى مطار دبي، ستشعر أن هناك اهتمامًا حقيقيًا بأن تكون مرتاحًا، مطمئنًا، ومُقدّرًا. من ابطال وزارة الدخيلة إلى سائقي سيارات الأجرة، ستجد أن الجميع يتعامل بلطف واحترام، وكأن الابتسامة واجب وطني.

 

رغم أن دبي مدينة متعددة الجنسيات يعيش فيها أكثر من 200 جنسية من مختلف الثقافات والأديان، إلا أنك لن تشعر بالغربة. على العكس، ستلاحظ كيف أن هذا التنوع يُدار بانسجام فريد، لأن المعاملة الحسنة فيها ليست مجرد سلوك فردي، بل هي نظام ثقافي مؤسس على قيم التسامح والإنسانية. المواطن، والمقيم، والسائح… كلهم يُعاملون بقدر واحد من الاحترام والتقدير.

 

لا تقتصر جودة دبي على بنيتها التحتية وخدماتها المتقدمة وأخلاق أهلها الراقي، بل تتعدى ذلك إلى روح الخدمة نفسها. في الفنادق، المستشفيات، مراكز الشرطة، الدوائر الحكومية، وحتى في المراكز التجارية، تجد من يسألك بابتسامة: “كيف يمكنني مساعدتك؟”؛ ليس لأن هذا هو عمله فقط، بل لأن هذه هي ثقافة المدينة والشعب والحكومة .

 

من أروع ما تلمسه في دبي هو أنك تُعامل بإنسانيتك، لا بجنسيتك، ولا بلهجتك، ولا بلون بشرتك. فالقوانين تطبّق على الجميع بعدالة، والمعاملة في المؤسسات لا تميّز بين غني وفقير، أو بين زائر ومقيم. وهذا ما يجعل الناس يطمئنون، ويشعرون بالأمان والثقة في هذه المدينة.

 

دبي مدينة تحترم وقتك، تحترم احتياجاتك وتحترم ثقافتك، وتحترم كرامتك. وهذا هو جوهر المعاملة الحسنة: أن يُشعرك الآخر أنك مهم، دون أن تحتاج لأن تطلب ذلك. ولهذا السبب، يعود إليها الزوّار مرة بعد مرة، ويختارها الناس لتكون موطنًا لهم رغم بعدهم عن أوطانهم الأصلية.

 

إن نجاح دبي لم يأتِ من المال وحده، ولا من النفط، بل من رؤية إنسانية تؤمن أن التقدم الحقيقي يبدأ من احترام الإنسان للإنسان. ولذلك، فإن من يزور دبي لا يحتفظ فقط بصور الأبراج والشواطئ في ذاكرته، بل يحتفظ أيضًا بلحظات المعاملة الحسنة التي تترك أثرًا أعمق وأطول عمرًا.

 

وفي دبي.. شيخ.. وحكومة.. يقدرون الإنسان ويعملون على احترامه وتقدمه وخدمتة حفظ الله الإمارات.. وحفظ الأردن بلدي وبلاد المسلمين اجمعين والعالم بأسره في سلام وحب