الشريط الاخباري
- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
بطولات النشامى في اللاذقية: ملحمة إنسانية في وجه النيران
أ.د. خلف الطاهات
في زمنٍ باتت فيه الكاميرا تُقدَّم على الفعل، والصورة على الجوهر، برزت فرق الدفاع المدني وسلاح الجو الملكي الأردني كنموذج حيّ لفعلٍ إنساني أصيل لا يبحث عن عدسة توثق ولا منصة تتباهى. لم تكن فزعة النشامى إلى غابات اللاذقية المنكوبة، بتوجيه مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني، مغامرة إعلامية، بل كانت ملحمة إنسانية عابرة للحدود، سطر فيها الأردنيون معنى الجوار، ومعنى البطولة، كما عرفناهم دوماً حين يُنادَى الواجب.
في حين وصلت فرق إطفاء من دول أخرى محمّلة بفرق إعلامية وكوادر تصوير ومراسلين، كان الفريق الأردني يمضي في عمله بصمتٍ جليل، يروي الأشجار العطشى بالماء، لا بالكلمات. لم يبحث عن موضعٍ في نشرات الأخبار أو على صفحات التواصل، بل كان همه الأول والأخير هو السيطرة على ألسنة اللهب، وإنقاذ أرواح السوريين، من الأرمن إلى العلويين والسنة والتركمان، ممن سكنوا تلك الجبال الموحشة الممتدة من اللاذقية حتى تخوم الحدود التركية.
الحرائق التي اجتاحت آلاف الهكتارات من الغابات البكر، الممتدة في تضاريس جبلية وعرة ووديان سحيقة، لم تُثنِ عزيمة النشامى. بل تعامل معها الأردنيون بخبرةٍ ميدانية عميقة، متكئين على رصيدهم الحافل في مهام سابقة في فلسطين، قبرص، واليونان.
وقد تشكل الفريق الأردني من وحدتين متكاملتين: فريق الإطفاء الجوي: بقيادة سلاح الجو الملكي الأردني الذي نفّذ عمليات نوعية بطائراته المتطورة، حاصر خلالها النيران بفعالية لافتة، مستخدماً تقنيات ومعدات غير متوفرة لدى الفرق الأخرى. شهادات أهالي 'السمرة' التي طالها الحريق، أكدت أن طلبهم بتدخل الفريق الأردني بالاسم لم يكن محض مصادفة، بل اعتراف بقدرتهم وكفاءتهم.
وهناك فريق الإطفاء الأرضي: بقيادة المقدم مهند العجارمة ومساعده سائد الضمور، المدرب الدولي في إخماد حرائق الغابات، حيث باشر عمله بمرونة ميدانية وكأنه انتقل إلى محافظة أردنية، لا أرض أجنبية. الفرق الأردني عمل بكفاءة وانضباط، مسيطراً على حرائق منازل وحوادث متفرقة في ظل إمكانيات متقدمة، مقارنة بأدوات تقليدية لفرق أخرى اعتمدت على متطوعين محليين.
لم تكن البطولات الأردنية تمرّ مرور الكرام في قرى الفلك، والشيخ حسين، والبحرة، وقسطل معاف، والسمرة، وكسب. هناك، حيث النيران اقتربت من البيوت، هتف الأهالي للنشامى، استقبلوهم كبطل عاد من المعركة، ورفعوا أسماءهم دعاء وشكراً، دون أن يُطلب منهم ذلك. كانت بطولة خالصة في ميدان اللهب، لا في ستوديوهات التوثيق.
وفي خضم المعركة، برزت جهود الإعلاميين الأردنيين المتطوعين الدكتور زياد نصيرات و شادي الوهيبي، اللذين توجها من اليوم الثاني للحريق إلى مناطق الاشتباك مع النار، موثقين الجهد البطولي الأردني عبر بثوث مباشرة وصور ميدانية شكلت مرجعية لوسائل الإعلام العربية والمنصات الاجتماعية. لم تكن تلك التغطيات استعراضاً، بل نافذة حقيقية مكّنت الجمهور من رؤية حجم الجهد الذي يبذله أبناء الوطن في مهمة إنقاذية إنسانية، في وقت كانت فيه بعض وسائل الإعلام الأخرى تروّج لفرقها بشكل استعراضي بحت.
المشاركة الأردنية في إطفاء حرائق الشمال السوري لم تكن مجرد مهمة إطفائية، بل رسالة سياسية عميقة: أن الأردن، بقيادته وشعبه، لا يتخلى عن جاره في المحنة. وأن نار الأزمات في الإقليم، لا يمكن أن تفصل بين من تربطهم أواصر الجغرافيا والدم والمصير.
لقد أكد الأردن، من خلال فزعة نشامى الدفاع المدني وسلاح الجو الملكي، أنه سيظل سنداً لسوريا كما كان ولا يزال لفلسطين والعراق ولبنان، وأنه لا ينظر إلى الجار عبر مناظير المصالح الباردة، بل من خلال قلب عربي أصيل ينبض بالشهامة.
ما قدمه الفريق الأردني من كفاءة، التزام، وتجربة متقدمة في أصعب التضاريس وأقسى الظروف المناخية، يعكس احترافية الدفاع المدني الأردني وجاهزيته العالية. هي شهادة لا تأتي من شاشات، بل من خنادق النار، ومن ألسنة من رأوا النشامى يواجهون النيران بأيديهم، دون ادعاء. هي لحظة فخر... ليست لجهاز بعينه، بل لأردن بكامله.
في حين وصلت فرق إطفاء من دول أخرى محمّلة بفرق إعلامية وكوادر تصوير ومراسلين، كان الفريق الأردني يمضي في عمله بصمتٍ جليل، يروي الأشجار العطشى بالماء، لا بالكلمات. لم يبحث عن موضعٍ في نشرات الأخبار أو على صفحات التواصل، بل كان همه الأول والأخير هو السيطرة على ألسنة اللهب، وإنقاذ أرواح السوريين، من الأرمن إلى العلويين والسنة والتركمان، ممن سكنوا تلك الجبال الموحشة الممتدة من اللاذقية حتى تخوم الحدود التركية.
الحرائق التي اجتاحت آلاف الهكتارات من الغابات البكر، الممتدة في تضاريس جبلية وعرة ووديان سحيقة، لم تُثنِ عزيمة النشامى. بل تعامل معها الأردنيون بخبرةٍ ميدانية عميقة، متكئين على رصيدهم الحافل في مهام سابقة في فلسطين، قبرص، واليونان.
وقد تشكل الفريق الأردني من وحدتين متكاملتين: فريق الإطفاء الجوي: بقيادة سلاح الجو الملكي الأردني الذي نفّذ عمليات نوعية بطائراته المتطورة، حاصر خلالها النيران بفعالية لافتة، مستخدماً تقنيات ومعدات غير متوفرة لدى الفرق الأخرى. شهادات أهالي 'السمرة' التي طالها الحريق، أكدت أن طلبهم بتدخل الفريق الأردني بالاسم لم يكن محض مصادفة، بل اعتراف بقدرتهم وكفاءتهم.
وهناك فريق الإطفاء الأرضي: بقيادة المقدم مهند العجارمة ومساعده سائد الضمور، المدرب الدولي في إخماد حرائق الغابات، حيث باشر عمله بمرونة ميدانية وكأنه انتقل إلى محافظة أردنية، لا أرض أجنبية. الفرق الأردني عمل بكفاءة وانضباط، مسيطراً على حرائق منازل وحوادث متفرقة في ظل إمكانيات متقدمة، مقارنة بأدوات تقليدية لفرق أخرى اعتمدت على متطوعين محليين.
لم تكن البطولات الأردنية تمرّ مرور الكرام في قرى الفلك، والشيخ حسين، والبحرة، وقسطل معاف، والسمرة، وكسب. هناك، حيث النيران اقتربت من البيوت، هتف الأهالي للنشامى، استقبلوهم كبطل عاد من المعركة، ورفعوا أسماءهم دعاء وشكراً، دون أن يُطلب منهم ذلك. كانت بطولة خالصة في ميدان اللهب، لا في ستوديوهات التوثيق.
وفي خضم المعركة، برزت جهود الإعلاميين الأردنيين المتطوعين الدكتور زياد نصيرات و شادي الوهيبي، اللذين توجها من اليوم الثاني للحريق إلى مناطق الاشتباك مع النار، موثقين الجهد البطولي الأردني عبر بثوث مباشرة وصور ميدانية شكلت مرجعية لوسائل الإعلام العربية والمنصات الاجتماعية. لم تكن تلك التغطيات استعراضاً، بل نافذة حقيقية مكّنت الجمهور من رؤية حجم الجهد الذي يبذله أبناء الوطن في مهمة إنقاذية إنسانية، في وقت كانت فيه بعض وسائل الإعلام الأخرى تروّج لفرقها بشكل استعراضي بحت.
المشاركة الأردنية في إطفاء حرائق الشمال السوري لم تكن مجرد مهمة إطفائية، بل رسالة سياسية عميقة: أن الأردن، بقيادته وشعبه، لا يتخلى عن جاره في المحنة. وأن نار الأزمات في الإقليم، لا يمكن أن تفصل بين من تربطهم أواصر الجغرافيا والدم والمصير.
لقد أكد الأردن، من خلال فزعة نشامى الدفاع المدني وسلاح الجو الملكي، أنه سيظل سنداً لسوريا كما كان ولا يزال لفلسطين والعراق ولبنان، وأنه لا ينظر إلى الجار عبر مناظير المصالح الباردة، بل من خلال قلب عربي أصيل ينبض بالشهامة.
ما قدمه الفريق الأردني من كفاءة، التزام، وتجربة متقدمة في أصعب التضاريس وأقسى الظروف المناخية، يعكس احترافية الدفاع المدني الأردني وجاهزيته العالية. هي شهادة لا تأتي من شاشات، بل من خنادق النار، ومن ألسنة من رأوا النشامى يواجهون النيران بأيديهم، دون ادعاء. هي لحظة فخر... ليست لجهاز بعينه، بل لأردن بكامله.

إقرأايضاً
الأكثر قراءة