الشريط الاخباري
- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
تقارير تركية: إسطنبول مهددة بالزوال بفعل زلزال مدمر
أكدت دراسات وتقارير علمية تركية أن مدينة إسطنبول، التي بدأ بناؤها قبل سبعة آلاف سنة من التقويم الميلادي، معرَّضة بقوة لزلزال مدمر قد لا تقل قوته عن 7 درجات على مقياس ريختر.
في غضون ذلك، عمدت العديد من الصحف التركية خلال الأشهر الماضية، إلى تخصيص صفحات بأكملها للتحذير من التباطؤ في اتخاذ خطوات احتياطية للتقليل من حجم الخسارة المحتملة.
وتقع إسطنبول على خطّ زلازل ارتفعت وتيرة نشاطه في السنوات الماضية، مما يجعل سكانها الـ14 مليون وتراثها الهندسي والمعماري ومعالمها التاريخية مهددة بزلزال "قد يكون مدمِّراً أكثر من الزلزال الذي ضرب هاييتي" في 12 ديسمبر/كانون الثاني الماضي، بحسب تقرير كتبه دوريان جونز لـ "هيئة الإذاعة الألمانية" الحكومية عن الموضوع.
ووفق رئيس رابطة الجيولوجيين الأتراك، أحمد إركان، سيكون مركز الزلزال في بحر مرمرة، على بعد 25 كيلومتراً جنوبي إسطنبول، وبعمق يتراوح بين 7 و10 كيلومترات، وهو ما قد يؤدي إلى موجات تسونامي تعقب تحرّك الطبقات الأرضية.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن إركان قوله، انه لا يتوقّع أن تتعدى قوّة الزلزال 6.7 درجات، إلا أنه يعود ليتشاءم بما أنّ "التركيبة الجيولوجية الخاصة بإسطنبول قد تضاعِف من قوته لتصبح ما بين 7 و8 درجات مع نصف قطر يصل إلى 90 كيلومتراً".
ما توقعه إركان، أيدته العديد من المجلات العلمية المنشورة على الإنترنت، والتي لاحظت أن زلزال إزميت عام 1999 لم يكن سوى سلسلة من الزلازل التي بدأت على خطّ الأناضول عام 1939 في شرق تركيا، وتتمدد نحو الغرب، بالتالي فإنّه من المرجح أن يكون مركز الزلزال المقبل جنوبي إسطنبول "على بعد يقل عن 20 كيلومتراً من المدينة".
وأسوأ ما في الأمر ليس واقع أن هذه المدينة تقع على خط زلازل، بل أن قِدَم الأبنية الإسطنبولية تزيد من المخاطر، وتجعلها عرضة للانهيار فوق رؤوس قاطنيها نظراً لعمرها "بعضها عمره مئات السنين" ولسوء أحوالها وعدم مراعاتها لأي معايير سلامة عامة.
لهذا السبب، تخطط إدارة المدينة لإعادة هندستها على أسس جديدة وتشييد أبنية جديدة. لكنّ هذا المشروع يبدو صعباً للغاية وبحاجة إلى وقت طويل، على حد اعتراف أحد مسؤولي البلدية حسن أتس، لأن معظم الأبنية القديمة مصنَّفة على لائحة التراث، ويمنع القانون التركي أي مسّ بها، وبالتالي، تحتاج عملية التجهيز للوقاية من احتمال حصول زلزال كهذا إلى عقود من الزمن، قد لا ينتظرها الزلزال المشؤوم.
ومن المعطيات العلمية التي تغذّي التشاؤم، أن إسطنبول عرفت في تاريخها 15 زلزالاً مدمِّراً، من دون حسبان الهزات الأرضية "الصغيرة"، وآخرها حصل في الثالث من الشهر الجاري وبلغت قوتها 4.4 درجات.
ولا تنتهي معطيات التشاؤم عند هذا الحدّ. فإسطنبول تقع على خط الزلازل نفسه الذي تقع عليه مدينة كوشلي التي تعرّضت للزلزال الرهيب في عام 1999، الذي طبع ذاكرة الأتراك كما تاريخهم، بعدما أصبح هذا التاريخ أحد المفاصل التاريخية لتركيا الحديثة.
في ذلك الحين، وعند الثالثة من فجر 17 اغسطس/آب من ذلك العام، سجّل الزلزال 7.4 درجات على "ريختر"، وقتل 18 ألف مواطن، أي بنسبة 10 في المئة من سكان المدينة التي دُمّرَت بالكامل.
وبمقارنة عدد سكان إسطنبول التي تبعد 70 كيلومتراً فقط عن إزميت، ستكون حصيلة الخسائر البشرية هائلة إذا مات 10 في المئة من الـ14 مليون شخص، إذا حصلت الكارثة المشؤومة.
في سياق متصل، أصدرت الأمم المتحدة الإنذار الأكثر جدية، حيث حذر تقرير أممي من مخاطر موت الناس من الزلازل"، وفيه أكّد العلماء أنّ خطر فقدان حياة أكبر عدد من البشر في حال حصول زلزال موجود في إسطنبول أكثر من أي مدينة أخرى في العالم.

الأكثر قراءة