• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

500 طالب وطالبة يتسربون سنويا من مدارس ديرعلا والشونة الجنوبية

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-08-10
1856
500 طالب وطالبة يتسربون سنويا من مدارس ديرعلا والشونة الجنوبية

تشكل ظاهرة تسرب الطلبة من المدارس مشكلة اجتماعية خطيرة تهدد المجتمع والواقع التربوي باعتبارها من المشاكل التربوية المرافقة للعملية التعليمية والتي تواجه النظام التعليمي في جميع بلدان العالم وبدرجات متفاوته ، والاردن كغيره من دول العالم يعاني من مشكلة التسرب في عدد من المناطق و تتفاوت نسبتها بحسب عوامل مختلفة ، ففي منطقة الاغوار الوسطى والمشمولة بقائمة المناطق الاشد فقرا في المملكة والتي تعاني ايضا من جملة من المشكلات تزايدت حالات التسرب من المدارس الحكومية في ظل قيام الجهات المختصة بتفعيل قانون الزامية التعليم .

 وللوقوف على اسباب هذه المشكلة وآلية معالجتها في الاغوار الوسطى أُعدت دراستان تربويتان من خبراء معنيين في الشان التعليمي والاجتماعي من اجل حصر العوامل المسببة والمرتبطة بظاهرة التسرب والحد منها من خلال ضوابط ونظم تعليمية لتنظيم العملية التربوية والتدريسية باسلوب منهجي متقدم يتناسب مع طبيعة الطالب وميوله ومحاولة استغلال طاقاته ومواهبه الفنية والادراكية والثقافية .
 
وخلصت الدراستان الى اسباب التسرب حيث اشارتا الى ان هناك اسبابا تتعلق بالجوانب التربوية والاجتماعية والاقتصادية ، كما بينتا ان اسبابها تنقسم الى قسمين الاول يتعلق بالطالب نفسه كتدني المستوى التحصيلي وصعوبات التعلم وعدم استيعابه لمعلومات وشروحات بعض المعلمين ما يجعله غير قادر على التأقلم مع المنهاج والمدرسة ، كما ان عدم الاهتمام بالدراسة وانخفاض قيمة التعليم عند الكثير من الطلبة يرجع في حقيقة الامر الى توقعات الطالب المستقبلية وماسيجنيه من مردود مادي بعد انهائه الدراسة الجامعية في ضوء البطالة المتفشية بين صفوف الجامعيين ، ما يضطره الى الخروج الى سوق العمل المحلي مبكرا نظرا للظروف الاقتصادية للاسر الفقيرة التي تحظى بنسبة عالية من تسرب ابنائها وبناتها من المدارس واضطرارهم للعمل - عمالة الاطفال - للمساهمة في سد عوز عائلاتهم وخاصة الاسر الفاقدة لمعيلها .
 
ويعتبر التفكك الاسري وتزايد حالات الطلاق وهجر الامهات من الاسباب الرئيسة في تفشي هذه الظاهرة وتشير الدراستان الى ان بعد المدرسة عن مكان سكن الطلبة تشكل عقبة كبيرة امام التحاقهم بالمدارس وخاصة الاسر المتنقلة - مربو الثروة الحيوانية والاسر التي تعتاش على العمل اليدوي وكثرة عدد افراد الاسر وعدم قدرة الاهل على تلبية احتياجات ابنائهم المدرسية السنوية واليومية وأمية بعض الاسر ورسوب الطلبة المتكرر الذي يزيد من فجوة الحقد بين الطالب والمدرسة والهيئة التدريسية.
 
اما الثاني فيتعلق بالمدرسة و منها شعور الطالب بعدم الانتماء للمدرسة بسبب صعوبة بعض المناهج وعدم توفر البيئة المدرسية الملائمة واستخدام الادارة المدرسية والهيئات التدريسية للعقاب البدني والمعنوي ، ما يزيد من نفور بعض الطلبة من المدرسة وخاصة من هم في المرحلة الاساسية الاولى .
 
وبينت الدراستان ان مايزيد عن 500 طالب وطالبة يتسربون سنويا من مدارس لواءي ديرعلا والشونة الجنوبية من اصل طلبتها البالغ عددهم 25000 طالب وطالبة.
 
كما اظهرتا ان %74 من الطلبة المتسربين كان سبب تسربهم تدني تحصيلهم العلمي 72و % بسبب توقعات المستقبل الوظيفي المجهول مابعد التخرج و67% بسبب الظروف الاقتصادية الاسرية وعدم تمكن اسرهم من تامين متطلباتهم المدرسية من ملابس وكتب مدرسية ورسوم ومصاريف يومية ، و46% بسبب التمييز التربوي بين الطلبة قياسا على المستوى التحصيلي و62%من اسباب التسرب بسبب قساوة تعليمات الانضباط المدرسي المعمول بها حاليا في مدارس المملكة وان %69 من المتسربين بسبب جهل الطالب باساليب التعامل مع المشاكل المدرسية وآلية حلها وانخفاض المستوى التعليمي للاسرة التي ينتمي لها الطلبة المتسربون وغياب الاهتمام بالطالب او المتابعة الاسرية للابناء في المدرسة والتعرف على مستواهم التحصيلي وسلوكياتهم المدرسية.
 
مدير تربية ديرعلا - يوسف خليفات ومدير تربية لواء الشونة الجنوبية السابق زيد الزيادات قالا: ان ارتفاع نسبة التسرب في المنطقة تعود لعامل الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة التي تعيشها بعض الاسر وطبيعة المنطقة الزراعية النباتية والحيوانية وارتفاع اجور العمالة الوافدة ما يضطر الاباء لتشجيع الابناء على ترك المدرسة ومساعدتهم في العمل الزراعي او رعي الاغنام لتغطية تكاليف معيشتهم .
 
وقالا :ان مدير المدرسة قائد ميداني وعليه تقع مسؤولية المتابعة الاولية لاسباب التسرب لان المدرسة لها دور بارز في مواجهة ظاهرة التسرب سواء الحد منها اوالمساهمة في اتساعها وذلك في كيفية التعامل مع الطلبة ومراعاة ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والعلمية وزيادة غرف مصادر التعلم للطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم حيث تشكل المدرسة وادارتها المحور الرئيس للعملية التعليمية بكافة جوانبها بما فيها الطالب .
 
واوصت الدراستان باتخاذ العديد من الاجراءات للقضاء على ظاهر التسرب الطلابي والحد من زيادة اعداد الاميين في المجتمع المحلي كتفعيل دور المرشد التربوي وعدالة التعامل مع الطلبة ونبذ اسلوب التمييز بين المبدعين والمقصرين اوبين ابناء الوجهاء والمسؤولين وابناء المزارعين ومربي الثروة الحيوانية ، ووقف العقاب المدرسي بجميع اشكاله البدنية او المعنوية وزيادة عدد غرف مصادر التعلم للطلبة ذوي صعوبات التعلم ، ومساعدة الاسر الفقيرة ماديا لتغطية النفقات الدراسية لابنائهم ونشر الوعي التعليمي وتوعية الاسر بمخاطر التسرب والامية ، وفوائد التعليم وتجسير الفجوة مابين البيت والمدرسة وتفعيل دور مجالس الطلبة والاباء والمعلمين واشراك الطلبة في النشاطات التي تناسب ميولهم وقدراتهم الجسدية والذهنية وايجاد نظام الحوافز التشجيعية للطلبة الذين يشك في انتظام دوامهم المدرسي كاعفائهم من الرسوم المدرسية ومساعدتهم في تأمين القرطاسية المدرسية من اموال التبرعات المدرسية او اموال المقاصف المدرسية .
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.