الشريط الاخباري
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
البرنامج الموازي اغتصاب لاحلام الطلبة المتفوقين
يثير البرنامج الموازي في الجامعات الرسمية الاردنية الكثير من ردود الفعل المتباينة , ويرى المعارضون لوجود هذا البرنامج في ظل الترخيص لجامعات خاصة , تعديا على حقوق الطلبة المجتهدين لصالح من يملك المال .. وقد وصلت الى منبر الرأي رسالة من المتصفح موسى إبراهيم أبورياش, تحمل وجهة النظر هذه لا بل تعتبر البرنامج الموزاي اغتصابا لحلم الطلبة في دخول الجامعات وفق معدلاتهم... وفي ما يلي نص رسالة المتصفح الكريم:
نفهم أن تسعى الجامعات لزيادة مواردها المالية للتغلب على العجز المزمن الذي تدعيه، ولكن أن تكون مصادر الزيادة على حساب الطلبة وحقهم في الحصول على مقاعد دراسية تنافسية فهذا أمر غيرَ مقبول، ويُخالف أسس العدالة وتكافؤ الفرص، ومبادئ حقوق الإنسان ونصوص الدستور الأردني.
فمثلاً تحدثت الأرقام المعلنة عن قبول 200 طالب فقط في كليات الطب في البرنامج العادي، لن تزيد حصة التنافس بحال عن 100 مقعد في ظل وجود استثناءات وتبادل ثقافي ومكرمات وأبناء عاملين وغير ذلك، ويأتي البرنامج الموزاي ليكمل المأساة، فبالتأكيد سيكون هناك ما لا يقل عن 150 مقعداً إضافياً تتنافس خارج قائمة القبول الموحد، ولا تنطبق عليها الشروط المطلوبة في القبول الموحد، إلا شروطاً مُخففة مُلطفة، وليس لهم من ميزة إلا بقدر ما يملكون من أموال وأرصدة وقدرة على الدفع دون حساب. إنَّ البرنامج الموزاي اعتداءٌ صارخ على حق الطلبة، واغتصاب لحلمهم في دخول الجامعات وفق معدلاتهم، وتقديم المال على العلم، ويُجهض الحلم لصالح الحظ، ويُعلي من شأن المادة والغنى والشيكات مقابل الذكاء والعلم والتحصيل والمعرفة.
الأرقام المعلنة للبرنامج الموزاي مرعبة، إذ تقرر قبول 12670 طالباً في البرنامج الموزاي مقابل 29175 طالباً في البرنامج العادي ، أي إن نصيب البرامج الموزاي 30% تقريباً من العدد الكلي المزمع قبوله في الجامعات للعام الجامعي القادم، وبما إن البرنامج الموزاي يتركز في التخصصات المرتفعة المطلوبة مثل الطب والصيدلة والهندسة، فإنه يمكن القول إن العدد الذي سيقبل في البرنامج الموزاي لهذه التخصصات سيكون أكبر من البرنامج العادي، وبعبارة أخرى إن12670 طالباً سيدخلون الجامعة بنقودهم، على حساب 12670 مؤهلين تم اغتصاب حقهم في الحصول على مقعد جامعي، وتُركوا في العراء يصارعون للقبول هنا وهناك، في الداخل أو الخارج أو دخول تخصصات لا يرغبونها، وربما إن بعضهم سيغض الطرف عن الدراسة الجامعية من الأساس.
أي ظلم عندما يرى طالب أن معدله لم يشفع له دخول التخصص الذي يُحب، بينما قُبِلَ طالب أقل منه معدلاً في ذلك التخصص لأنه دخل على حساب البرنامج الموزاي، أي إن الطالب المحظوظ سيكونُ محظوظاً مرتين، والطالب الفقير سيكون متعوساً في الحالتين! قد يُحرم طالبٌ حصل على معدل 97.5 من دخول الطب في الجامعة الأردنية في البرنامج العادي، ويفوز بمقعد طب في الجامعة ذاتها طالب معدله 94 في البرنامج الموزاي، أي إن الأولوية هنا لمن يملك مالاً، وليس للمتفوق الذي واصل ليله بنهاره حتى يحصل على معدل مرتفع رغبة في دراسة الطب.
إن وجود البرنامج الموزاي ظلم واضح، وغبنٌ فاحش، واغتصاب بيِّن، وتعدٍّ على حقوق الطلبة دون وجه حق، وهذا الظلم يُهدد الأمن الاجتماعي، ويُحبط الشباب، ويُضعِفُ ثقتهم بالقيم الإنسانية، ويشككهم في العدالة المدعاة، والتنافس الشريف، والشفافية المزعومة!! ومن هنا أوجه دعوة للمهتمين بالشأن الطلابي مثل "ذبحتونا" ومجالس الطلبة واتحاد الطلبة، وديوان المحاسبة، ومجلسي النواب والأعيان ونقابة المحامين، لدراسة الأبعاد القانونية للبرنامج الموزاي ومدى تصادمه مع حق الطلبة في الحصول على مقعد جامعي بغض النظر عن الجانب المالي.
ومن واجب الصحافة والإعلام والمواقع الإخبارية أن تقف في وجه هذا البرنامج الفوقي البرجوزاي الذي يُفرق بين الطلبة على أساس الثروة والغنى، ويدفع بالطلبة المتفوقين إلى حافة الهاوية، فإما أن يقبلوا بتخصص لا يُلبي طموحاتهم، أو أن يذهبوا إلى الجحيم. منبر الرأي
إقرأايضاً
الأكثر قراءة