مافيات في امتحان "التوفل".. وفوائد جديدة لـ"القحة والعطاس"

 في مكتب بالطابق الرابع من احدى العمارات التجارية في محافظة الزرقاء يعمل شخص على قدم وساق، من خلال الوسطاء والمعارف؛ لإنجاح الناس بامتحان مقدرة اللغة الانجليزية "التوفل" بعد محاولاتهم المتعثرة بالنجاح الفردي.

مكتب "الترجمة" الذي تعمل على شاكلته عشرات المكاتب في الأردن، صار ملاذا للطلاب الراغبين في اكمال دراساتهم العليا، بعد أن صار "التوفل" حجر عثرة في طريق تقدمهم كما يروون

يستقبل صاحب المكتب عشرات الزبائن شهريا، من خلال الوسطاء، يدخلون مكتبه ويبدأ بمفاوضتهم على السعر، بعد ان يكون قد أخرج نموذجا لورقة الاجابة للامتحان "التوفل" يشرح عليها اليه العمل يوم معركة الامتحان القادمة.

الية الاجابة تعتمد على "القحة والعطسة" عبر أناس متمكنين من اللغة يدخلونهم الى الامتحان، وعند بدء المسار الأول المتعلق بالاستماع يتناوب الأشخاص على "القحة" أو "العطاس" فالقحة الواحد في لحظة الصمت بين السؤالين تعني الدائرة الأولى، والقحتين تعني الدائرة الثانية .. وهكذا.

المساران الأخران وهما القواعد والقراءة، يتولى الشخص الذي يدخل، عمل حركات خاصة على الرأس من خلال "حك" أنفه أو فمه أو شعره أو جبهته، وكل واحدة منها تعني رمزا لدائرة، وبعد كل عشرة أسئلة يتولى الشخص القيام بحركة معينة تعني انه انهاها، هذه التفاصيل يتم الاتفاق عليها في بهو المكتب.

داخل المكتب تعد قوائم بأسماء الطلبة المتقدمين للامتحان والمشمولين بالاتفاق، ولكل واحد سعر معين يحسب وفقا للعلامة المراد الحصول عليها، واذا ما كان حظ الشخص المريد للتقدم للامتحان وافر فإن، الشخص الذي يرشح للدخول معه من قبل المكتب يكون شبيها له، وعندها فلا حاجة لدخوله الامتحان وتصله العلامة الى بيته، على ان يدفع المبلغ المتفق عليه.

الامتحان الوطني الذي استحدثته وزارة التعليم العالي بأيدي أردنية تضعه وتنفذه وتصححه ومن قبل الوزارة بدون الحاجة لمراكز أجنبية كالتوفل الذي يعده المركز الأمريكي الشرق أوسطي لخدمات التعليم والتدريب "أميد ايست"، لم يكن بمنأى عن الاختراق بذات الطريقة، رغم تأكيد امين عام وزارة التعليم العالي مصطفى العدوان في تصريح سابقة  انه استحدث كبديل للتوفل، بحيث يُسهل على الطلبة، مع محافظته على مستوى الامتحان.

وزارة التعليم العالي التي تصلها الشكاوى عن الامتحان كما وسائل الاعلام التي تتلقى المئات منها، أكدت وعلى لسان وزيرها الدكتور أمين محمود انها بطور اعادة دراسة الموضوع، والنظر فيه من جديد.

وعلق محمود بشكل مقتضب على قضية الانتحال التي يمارسها البعض وادخال أشخاص على الامتحان بالقول" جريمة يحاسب عليها القانون، وهو أمر ليس بمعقول".