• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

التبعات السياسية والاقتصادية على الاردن في حال تم ضرب ايران

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2009-10-03
1473
التبعات السياسية والاقتصادية على الاردن في حال تم ضرب ايران

قال الخبير الأردني في الشؤون الإيرانية د.محجوب الزويري أن تعرض إيران للضرب لن يتم قبل حلول شهر كانون أول المقبل بعد اكتمال مفاوضات 5+1 ودراسة احتمالات فرض العقوبات والاتفاق عليها بعد الموقف الروسي الأخير, وأضاف أن التصعيد الذي نشهده هذه الأيام هو تمهيد لجولة مفاوضات 5 +1 من اجل إجبار إيران على تقديم التنازلات المطلوبة موضحا إن الضربة الإسرائيلية لإيران ستحرج الحكومة العراقية وتقسم الرأي العام الأردني وتعرض الخليج لكارثة بيئية.

 وفيما يلي نص الحوار:
 
* ما قراءتك لطبيعة خريف الخليج وفقا للمعطيات الحالية والتهديدات الإسرائيلية بضرب إيران?
 
- ما يتعلق بالموقع الجديد الذي كشفت عنه إيران مؤخرا نرى أن هناك إشكاليتين: الأولى سياسية والثانية تقنية ويطلب البروتوكول الإضافي الموقع بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية M PT من الدول الموقعة عليها إخبارها قبل 180 يوما عن المواقع الجديدة, وعند قراءة هذا النص يتبين وجود إشكالية فيه وهي هل المقصود إخبارها عن البناء نفسه أو عن بدء تخصيب اليورانيوم فيه? تقول إيران أنها أخبرت الوكالة عن نيتها بناء تلك المنشأة ولم يتم العمل بها, كما أن الوكالة الدولية لا تتهم إيران بمخالفة الاتفاق معها في 18 -6- 2004 لذلك تقول إيران أن الأمر قانوني وتدعو الوكالة لتفتيش المنشأة الجديدة بمعنى أن التشغيل بات قاب قوسين أو أدنى, وحسب التقارير الاستخبارية فان ايران قادرة على تصنيع 3000 - 3600 جهاز طرد مركزي.
 
أما ما يتعلق بالشق السياسي فان مجموعة العشرين تجد في الوضع الحالي فرصة سياسية لإرسال رسالة إلى إيران مفادها أن أي مراهنة على وهن التحالف الدولي ضد إيران هي وهم ولا يجب أن تحلم بها القيادة الإيرانية, وكذلك إظهار نجاح سياسة الرئيس الأمريكي اوباما بخصوص كل من الصين وروسيا وهذا يقودنا للحديث عن الدرع الصاروخية في بولونيا وقصد من الخطوة الأمريكية فك التحالف الروسي - الإيراني الهش أصلا ولو كان قويا لقامت إيران بتشغيل بوشهر قبل عشر سنوات ولاشترت من روسيا منظومة صواريخ 300C ذلك أن العلاقة الروسية - الإيرانية تشبه الزواج المؤقت وتتأثر بمدى قرب روسيا أو بعدها عن واشنطن ولا شك أن الرسالة وصلت وتغير الموقف الروسي وأعلن الرئيس ميديفيدف أن فرض عقوبات على إيران أمر لا بد منه وهذا تغير جوهري في الموقف الروسي.
 
هناك خمسة قرارات دولية ضد إيران هي ,1699 1737 ,1747 1801 و 1835 ونجد أن أمريكا ومن خلال القرارين 1747 و 1801 هدفت إلى تحييد روسيا وبذلك تمكنت من اختراق الدرع الصاروخية التي تراجع عنها اوباما وكانت تشكل هاجسا قويا لروسيا وبذلك فان التراجع عنها ساعد واشنطن على هذا الاختراق.
 
بين الشق السياسي والتقني هناك أمر مهم وهو أن دولا غربية وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا تقول أن تداعيات الانتخابات الإيرانية الأخيرة يجب استغلالها جيدا وفي مقدمتها عدم مشروعية الرئيس وعجزه عن تلبية مطالب الشعب الاقتصادية وخلافات النخب السياسية ولذلك فان الغرب يريد توظيف كل ذلك في المفاوضات المقبلة مع إيران وستطلب من الرئيس احمدي نجاد تقديم المزيد من التنازلات للمجتمع الدولي وهي فرصة أيضا للرئيس نجاد للعودة إلى إيران من خلال إصراره على موقفه وخاصة ما يتعلق بالملف النووي.
 
الموقف الأمريكي
 
* ما هي سمات الموقف الأمريكي من ضرب إيران?
 
- رغم ما نشهده حاليا من صراخ إسرائيلي فاننا نسجل لأمريكا - اوباما رغبتها في إبقاء باب الحوار مفتوحا مع إيران لكنها تريد حوارا يفضي إلى تنازل إيراني وعدم امتلاك إيران أوراقا كثيرة فيه, بمعنى أن أمريكا تريد إضعاف الدور الإيراني في الانتخابات العراقية المقبلة حتى تتمكن واشنطن من امتلاك دور قوي فيها, كما أنها ترغب بإنهاء ملف انتخابات أفغانستان وقضية التزوير التي يتحدثون عنها وتحجيم دور إيران في أفغانستان والباكستان, وما مشاركة وليام بتريز في المفاوضات المقبلة مع إيران إلا تأكيد على رغبة الرئيس اوباما في استمرار سياسة الحوار مع ايران.وما يقوم به اوباما ليس فرض مواقف على أوروبا كما كان يقول سلفه بوش ويقول أنه ينفذ شراكة مع أوروبا لا فرض رأي عليها حتى لا تتحمل أمريكا وحدها تبعات الموقف.
 
توقيت الضربة
 
* متى تتوقع ضرب إيران?
 
- لن يحدث شيء قبل شهر كانون أول المقبل لبلورة الموقف, وكما هو معلوم فان تصلب الموقف الإيراني يشتد كلما ازداد الضغط الغربي على طهران حيث ضاعفت عدد أجهزة الطرد المركزي من 3000 - 6000 وجرى تطوير هذه الأجهزة ولن تتنازل إيران للغرب, لذلك يتحدث الغرب عن حزمة عقوبات جديدة ضد إيران وهي حظر تصدير البنزين إلى إيران التي تستهلك 40 - 45 % من استخدامها من البنزين المستورد ومعروف إن الكونغرس الأمريكي هو الذي تقدم بهذا الاقتراح الذي أصبح شبه إجماع في مجموعة 5 + 1 ولذلك بدأوا بالضغط على الشركات الأجنبية المصدرة وأهمها شركة هندية لكن إيران غير مكترثة لان الرئيس الفنزويللي تشافيز تعهد بحل أزمة البنزين الإيرانية, وهناك دراسة أمريكية تحدثت عنها وزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلينتون مفادها أن حظر البنزين عن إيران غير مؤثر وسيشجع على تجارة السوق السوداء لكن الحديث يدور حاليا عن فرض عقوبات مالية تهدف إلى عزل النظام المالي الإيراني من تحويلات خارجية ومشاريع خاصة وهناك 3 ملايين إيراني يعيشون في الخارج وهذه العقوبة ستكون اشد من حظر البنزين وتشهد دوائر صنع القرار حاليا نقاشا حول أي العقوبات يبدأون بها حظر البنزين أم العقوبات المالية.
 
القدرة الإسرائيلية
 
* هل تستطيع إسرائيل فعلا ضرب إيران?
 
- قامت إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية بتركيب اقوى نظام دفاعي في العالم وهو قادر على مواجهة الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى (شهاب1+2 ) إضافة إلى قدرته على تقديم معلومات مبكرة عن وقوع هجوم, كما عملت إسرائيل على إقناع روسيا خلال زيارة نتنياهو السرية إلى موسكو قبل أيام بإنهاء صفقة منظومة الدفاع 300C الروسية لإيران, وهذا يعني أن إسرائيل تمتلك القدرة لضرب إيران والعبور من نقاط حدودية عربية يصعب رصدها وليست بحاجة لموافقة تلك الدول نظرا للارتفاعات العالية لعدم إحراج تلك الدول, كما أن إسرائيل نشطة استخباريا على حدود إيران من جهة أذربيجان وجورجيا والطائرات الإسرائيلية قادرة على التزود بالوقود جوا وستحرص على استغلال اقصر مسار جوي وهو الحدود السعودية الأردنية جنوب العراق والأمر هنا يعتمد على المسافة بين الحدود إلى مفاعل بوشهر جنوبا ونتانز في الوسط.
 
الخليج
 
* ما نصيب الخليج من الضربة الإسرائيلية لإيران?
 
- هناك تبعات بيئية خاصة اذا كان هناك يورانيوم مخصب في المنشآت النووية الإيرانية كما حصل في تسرب مفاعل تشيرنوبل الروسي بمعنى أن هناك كارثة بيئية تنتظر الخليج اذا نفذت إسرائيل ضربتها لإيران, كما أن الضربة الإسرائيلية ستؤثر على منظومة الأمن الإقليمي وتفتح الباب أمام أحاديث كثيرة عن الانتقام والاضطرابات الداخلية ويجب أن يعلم الجميع أن إيران بعد الانتخابات تختلف عما قبلها وقد تأثرت صورتها سلبيا بسبب تداعيات الانتخابات كما أن هناك رهانا على عدم التعاطف الشعبي الإقليمي معها الأمر الذي يشجع على ضربها.
 
الرد الإيراني
 
* هلا صورت لنا الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية?
 
- قبل كل شيء يجب التأكيد على أن أي رد إيراني سيقود الرأي العام الإقليمي مرة أخرى وستحاول إيران القيام بجذب انتباه الرأي العام العربي والإسلامي بأن إسرائيل هي أساس المشكلة وبالتالي ستضربها وسيحدث انقسام داخل الرأي العام بين الشعوب والحكومات وسينتصر الرأي الشعبي ما يؤثر إيجابا على المزاج العالم ويؤدي إلى نسيان تداعيات الانتخابات الأمر الذي سيزعج الحكومات العربية والإسلامية واظهارها بمظهر العاجز. لدى إيران إعداد هائلة من صواريخ شهاب 2+1 بمدى 2000 كم وتصل إلى إسرائيل لكن هناك معلومات استخبارية تفيد أن هذه الصواريخ تعاني من مشكلة في دقة التصويب وستكون معركة إيران الأولى والأخيرة مع إسرائيل وهي معركة وجود بالنسبة لإيران ولذلك سترد بعنف على إسرائيل لكنها لن توسع دائرة الحرب لتشمل الخليج.
 
حزب الله
 
* برأيك من الممكن ان تطلب إيران من حزب الله التدخل?
 
- لا أتصور ذلك في البداية لكن ذلك سيحصل فيما لو طال أمد الحرب عليها. إيران لا تريد توسيع دائرة الحرب حتى لا يقال أنها صانعة للمشاكل في المنطقة وتنظر إلى القضية على أنها تتعلق بالكرامة وليست قضية احتلال.
 
ساحة العراق
 
* الساحة العراقية هل ستتأثر بما سيجري?
 
- العراق يعاني من أزمة أصلا والضربة الإسرائيلية لإيران ستعمّق ذلك أكثر وستربك الوضع الأمني المتدهور ولذلك لا ضمانة بعدم انعكاس ذلك على العراق فهناك قوى متعاطفة مع إيران في العراق وقد يؤثر ذلك على عملية الفرز السياسي فيها وستجد الحكومة العراقية نفسها في حرج شديد مع من تقف مع إيران أم مع أمريكا وسيصعب عليها إرضاء الجانبين معا.
 
الأردن
 
* هناك من يقول أن الأردن سيكون من أكثر المتضررين من الضربة الإسرائيلية لإيران ما وجه الدقة في ذلك?
 
- لا شك أن موقع الأردن الجيوبوليتيكي المتميز سيسبب له مشكلات بهذا الخصوص, وفي مقدمتها انقسام الرأي العام الأردني الذي سيشكل إشكالية كبرى للأردن ومن الممكن تجاوز المشكلة, لكن الرأي العام سيكون مقلقا لصانع القرار الأردني, ومن المعروف أن هناك علاقة إستراتيجية بين الأردن وأمريكا كما أن الأردن لا يريد حصول نزاعات إقليمية, وهناك ضرر آخر وهو أن التبعات على الخليج ستنعكس على الأردن حيث ستضطر العمالة الأردنية هناك للعودة إلى الأردن كما حصل إبان أزمة الخليج عام 1990 ناهيك عن انعكاس الوضع الأمني في العراق على الأردن إضافة إلى التبعات السياسية والاقتصادية التي سيعاني منها الأردن. العرب اليوم
 
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.