• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

المبيضين يكتب : حقيقة وأسباب مشكلة الصحف الورقية ومنها الرأي والدستور والحلول الصعبة بعيدة المدى

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2022-02-10
900
المبيضين يكتب : حقيقة وأسباب مشكلة الصحف الورقية ومنها الرأي والدستور والحلول الصعبة بعيدة المدى

 كتب توفيق المبيضين

منذ سنوات ، تعاني الصحف الورقية اليومية الكبرى في الاردن من عجز مالي مستمر ، أدى لخروج إحداها من السوق وهي العرب اليوم ، ويوجد حاليا الصحف الرئيسية  الرأي ، الدستور  والغد ، و في صحيفة  الراي اليوم أعتصامات وإحتجاجات وتأخر رواتب ، بسبب قرار مجلس الإدارة بفصل عدد من الموظفين ..

من أهم أسباب بدء هذه الأزمات ، هي بسبب الخسائر المتراكمة والمستمرة ، بسبب شح وتقلُّص الموارد المالية المتأتية من الإعلانات وبيع الصحف ، حيث يزداد هذا الشُح سنة بعد سنة ، وكل ذلك بسبب تطور تكنولوجيا الإتصالات  وظهور الإعلام البديل  وتوجه الشارع للإعلام الرقمي ، وظهور المواقع الإخبارية الالكترونية  ومواقع التواصل الإجتماعي ، بعيدا عن تصفح الصحيفة الورقية و مسك الورق وآثار الحبر السيئ ، حيث اصبح بإمكان الشخص ان يتصفح من خلال هاتفه الخلوي كافة الصحف والأخبار ومشاهدة الفيديوهات والبث المباشر …الخ  وأولا باول ، وأصبح معظم ما تنشره الصحف الورقية من أخبار ، نسبة للقارئ ، اخبار “بايتة” وقديمة ، سبق له قراءتها او مشاهدتها قبل بيوم او ليلة …!! ، رافق ذلك تضخم في الكادر الوظيفي وتوسّع في بعض هذه الصحف  وليس العكس ..

هذه الأسباب ، وبالرغم من ظهور مؤشراتها مبكرا ، لم تتنبه او لم تستعد لها كافة مجالس الإدارة السابقة للصحف  التي تٌعاني ،  فرؤساء واعضاء مجالس الإدارات جميعهم ، يتسلمون رواتبهم وإمتيازاتهم في وقتها وحينها دون تأخير ، حيث المتضررون الآن ، هم موظف الصحيفة والمُساهم .

ماذا كان على مجالس الإدارات السابقة فعله ؟

كان من المفترض ان تقوم مجالس الإدارات والمدراء العامين السابقين ، بوضع خطط  مشاريع مستقبلية بديلة او مرادفة لإستمرار ديمومة صدور الصحيفة الورقية او حتى لتكون بديلا عنها إن لزم الأمر ، ومن هذه الخطط والمشاريع :

– وقف التعيينات الجديدة او تقليصها للحد الأدنى ، و أعادة الهيكلة لكافة دوائر واقسام الصحيفة وحتى ابوابها وعدد صفحاتها الورقية  .

– التعديل على غايات الشركة ، والبدء بإنشاء أرداف أو بدائل مناسبة متطورة مثل ، محطة فضائية وإذاعة محلية قويتان ، إضافة لموقع إخباري قوي  ، – وهذا الاخير موجود حاليا ، إلا انه لا يكفي ولا يغطي جزءا يسيرا  من المشكلة – ،  حيث كانت الموارد المالية او جزءا منها متوفرا حينها ، وكان بالإمكان تمويل هذه المشاريع من عدة مصادر .

لو قامت هذه الإدارات بمثل هذه المشاريع وأنشأتها ، أعتقد أنه ما كنا لنصل لهذه المرحلة العصيبة .

الآن ، المشكلة اصبحت مُعقدة ، لا بل معقدة جدا ومُستعصية الحل، و  أعتقد أنه من الصعب جدا الآن  البدء بمثل هذه المشاريع ، حيث هي بعيدة المدى الآن وتحتاج للوقت والمال ، و لأن الخسائر المدورة والمتراكمة كبيرة ، و لا ارباح ولا نمو مُبشر ، يُشجع  أي شريك إستراتيجي او مُمول بالدخول في هكذا مخاطرة ، وما حدث في صحيفة العرب اليوم خير دليل على ما اقول ، حيث حين إنهارت الصحيفة ، دخل شريك إستراتيجي ، وما هي أشهر ، حتى توقفت الصحيفة عن الصدور وخرجت من السوق …!! ، وفي نهاية الامر ، معظم”الورقيات” في العالم  ستخرج ..!

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.