• يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

متاهة البشير

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2025-02-23
485
متاهة البشير

 د. نضال المجالي

 

في تجربة هي الأولى وادعو الله أن تكون الأخيرة لمهمة ليست طبية في مستشفى البشير كمرافق وليس كمراجع لعيادة اختصاص، وبعد انقضاء وقت ليس سهلا داخل حدود وامتداد مدينة البشير الطبية التي تجاوزت المبنى الواحد وحجم العمل اليومي ليطلق عليه فقط مسمى مستشفى، فإني أدع لجان التنظيم والتخطيط ولجان السير والصحة والإرشاد والترقيم، وأي لجنة متاحة من آلاف اللجان المختصة وغير المختصة في مؤسساتنا، أن تقوم بزيارة تحت عنوان: 'رسم دليل ومسارات المراجع لمستشفى البشير'، لمحاولة إدراك ما يعيشه المواطن مريضا أو زائرا أو مرافقا أو تائها دخل شوارعها خلال هذه الرحلة الشاقة.

شخصيا كنت أجلس أغلب الوقت في السيارة، والتي تحولت إلى مركز معلومات وإرشاد، لعدم توقف التساؤلات حول الاتجاهات أو المباني المقصودة من الزيارة، 'وين الرنين يمه؟'، 'قالوا ناقلين الباطنية بتعرف وين؟، 'بالك وين بفرغوا الإجازه؟، 'صحيح موقف السرفيس ملاصق للعيادات؟، 'بدهم ورقي مطبوع بتعرف مكتبه تسحب صور؟،'هسا كنت فوق والله قالولي تحت!' وغيرها من شكل الاستفسارات كثير، ولضمان عدم الرد من قبل وزارة الصحة أو مدير عام المستشفى فإني لا اتحدث عن جودة الخدمة الطبية، فهناك غيري يتحدث عنها من تجارب متعددة بين رضى وسخط، ولا أعلم جودة أو الحكم لكل منهما، فأنا هنا اتحدث عن أهمية بناء منظومة إرشادية متكاملة، بالرغم من وجود عدد لا يخدم من اللوحات الزرقاء المتناثرة، في امتداد لا تعلم مداخله أو مخارجه أو مواقع الاصطفاف أو المرجعية فيه، وكل هذا في صرح طبي عام مهم خدماته لا تتوقف، ويبذل القائمون والعاملون داخل جدرانه جهودا كبيرة لمسابقة الزمن للتعامل في مدة محدودة مع مئات المراجعين يوميا لكل غرفة من أقسامه ومرافقه المنتشرة.

كوني لم أكن من محبي مادة الجغرافيا في المدرسة، استطيع أن أقول إن مدينة بحجم مستشفى البشير ومحطة أساس في رحلة علاج أغلب الأردنيين من المؤمنين على نظام التأمين الصحي الحكومي، تحتاج نظام إرشاد وتوجيه ودلالة، لضمان تجاوز الشكوى والعصبية التي يعاني منها المراجع لهذا الصرح الكبير قبل تمكنه من الوصول إلى مرحلة الاستشفاء أو التشخيص، لتجاوز ما نسبته 50 %من الخطة العلاجية لحالته، فكما نعلم ان أمراض اغلب الأردنيين المزمنة التي لم يتمكنوا من تجاوز عدد الجرعات اليومية لها هي نتيجة انتظار الدور ومعرفة الوجهة، سواء في الحصول على وظيفة أو استكمال معاملة في روتين حكومي أو الحصول على خدمة صحية نموذجية او مقعد مدرسي لابنه في مدرسة مكتملة الجاهزية، او حتى كفيل لاستكمال قرض بنكي.

ما عشته في ساعات ضمن متاهة البشير يؤكد تميزنا والجاهزية في انفاق الملايين لبناء صرح متنوع الخدمات لاستقبال الآلاف، ولكن ما يؤكد عجزنا تخصيص راتب ضمن الحد الأدنى للأجور لتعيين موظف استقبال أو ارشاد يخدم المكان والمراجع ويقلل من الضغط عليه، مع محاولة ان يكون طويل البال ضحوكا، او تخصيص مبلغ محدد بسيط لطباعة لوحات ارشادية ثابتة، او مبلغ مقبول متوسط للوحة إلكترونية قادرة على الاستجابة للتغير المستمر في نشر معلومات الاتجاهات والإجراءات، وهنا ادعو معالي وزير الصحة منعا للإنفاق ان كان الجواب عدم توفر مخصصات، للتوجه لطرح عطاء مزايدة يحقق دخلا لخدمة مستشفى البشير للمهتمين بالإعلان داخل شوارع المستشفى لعلامات تجارية مرتبطة بالصحة فقط، مقابل تقديم لوحات إلكترونية ارشادية للاتجاهات والتعليمات المستحدثة مجانا، فشوارع مدينة البشير الممتدة لن يعطل التشخيص والاستشارة أو الاستشفاء الطبي فيها لوحة إعلانية على الرصيف، بل هو إجراء بسيط سيكون سندا لإنهاء متاهة البشير لكل مواطن، مع تأكيدي للقراء ولمعاليه عدم امتلاكي لشركة إعلانات أو منتج يحتاج للتسويق على تلك اللوحات.

الغد

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.