- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
عبد الله غل:انقطعت آخر خيوط التواصل مع الأسد.. ومصيره بيد شعبه
أعلن الرئيس التركي عبد الله غل «انقطاع خيط التواصل الأخير» مع الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن ما قدمه في خطابه الأخير «كان من الممكن أن تكون هناك مصداقية له قبل 6 أشهر، أو قبل سنة»، معتبرا أن ما يقوم به الآن «قليل جدا ومتأخر جدا». ونفى الرئيس التركي في حوار مع «الشرق الأوسط» أن تكون بلاده تخلت عن السوريين، مشددا على أن بلاده تؤيد مطالب الشعب السوري المشروعة. وإذ أشار إلى أن لا حوار مع الأسد، قال إن أمر قيادته للإصلاح هو بيد الشعب السوري وحده، وتركيا لا تملي على أحد ما يفعله أو لا يفعله، لكنه أشار إلى أن أنقرة «تشاطر المعارضة السورية بعض الأفكار».
ووجه غل انتقادات عنيفة لسياسة «قمع المطالب بالدبابات والأسلحة الثقيلة»، قائلا «عندما انهار جدار الخوف، بدأت الجماهير تنزل إلى الشوارع، وبدأت تطالب بمطالبها المشروعة. عندما تبدأون بقمع المطالب بالدبابات والأسلحة الثقيلة، سوف يكون رد الفعل المقابل قويا أيضا».
وإذ أبدى خشيته من وجود من يحضر لحرب أهلية في كل من العراق وسوريا، أكد ثقته بقدرة «القوى الوطنية والساسة في البلدين على تجاوز الأزمة وتجنبها». وأبدى غل أيضا قلق بلاده واستنكارها «العمليات الإرهابية في العراق أيا كان مصدرها، وأيا كانت أسبابها»، مؤكدا أن بلاده تنظر إلى جميع الأطياف العراقية - كما في سوريا - على نفس المستوى، فلا تؤيد حزبا على آخر أو طائفة على أخرى أو فريقا على آخر، بل نريد أن ينعم الكل بالتوافق». وفي ما يأتي نص الحوار:
* في عهدكم، عدتك للاتجاه نحو الشرق، فما هي نتائج هذا الانفتاح؟
- هذا مهم جدا، وهذا هو سر نجاحنا في تركيا، بأن نحافظ على تقاليدنا وتعاليم الدين الإسلامي، كما أننا متصالحون مع أنفسنا ومع تاريخنا ومع قيمنا التاريخية والدينية أيضا. ونحن متصالحون أيضا مع الشعور العام الطاغي في تركيا مع هذه الاتجاهات. يقال لنا إننا أصبحنا في موضع بحيث احتضنت الدولة والشعب بعضهما البعض. كما قمنا بدور كبير في أن تحتضن تركيا محيطها. أصبحنا بلدا يهتم بمنطقته، وقد رسخنا هذه الثوابت في علاقتنا مع هذه الدول، وشعرت الدول العربية - وأيضا دول المنطقة - بمفهومنا حول هذا الموضوع، لذلك كان هناك أيضا عناق بين هذه الدول وتركيا.
* هل لا تزال تركيا تشعر بما يقال إنه «الغدر» الذي أصيبت به من العالم العربي؟
- لا أعتقد ذلك. عشنا فترة طويلة جدا مع الشعوب العربية. قد تكون هناك مجموعة من الأفكار التي طرحت على الناشئة سواء عندنا أو في العالم العربي، لكن هذه قضايا وقتية أصبحت ملكا للماضي. يجب أن نثق بأنفسنا وبثوابتنا أيضا. لقد عشنا مع هذا الشعب فترة طويلة جدا، وكان تعايشنا على أفضل الوجوه، ولذلك يجب أن تشعر الأجيال الجديدة بنعمة هذا الوضع.
* ماذا تريدون من العالم العربي؟
- هناك دول في المنطقة العربية، نريد لها أن تكون قوية منيعة، وأن تكون شعوبها مرفهة تتطلع إلى مستقبل أفضل. ولكي أوضح كيف تكون السعادة، أقول إنه يجب أن يسود السلام والاستقرار في هذه المنطقة، لكي تنعم هذه الشعوب بالاستقرار والسلام والرخاء. كلما كان الاستقرار في هذه المنطقة متوطدا، وكلما كانت أوضاع هذه الدول متينة، تكون أوضاع المنطقة كلها متينة. هناك الكثير من الموارد الطبيعية والموارد البشرية التي لم يتم التعاطي معها بالشكل الصحيح في أثناء الأزمات التي مرت بها المنطقة. ولذلك نهتم كثيرا بعاملي الاستقرار والسلام في المنطقة، وهما عاملان يجب أن يسودا لكي تنعم هذه الشعوب بمواردها.
* في موضوع جارتكم الجنوبية سوريا، هناك من يطمح إلى دور كبير لكم، إلى درجة أن البعض أحس بخيبة الأمل من أنكم لم تكونوا على مستوى طموحاته..
- أسسنا علاقات طبيعية وصادقة مع سوريا في السنوات العشر الأخيرة لأن لنا حدودا بـ900 كيلومتر مع سوريا، والشعب السوري نعتبره شقيقا وصديقا وجارا، من دون أن نميز بين أي من أطيافه. كنا صادقين في طروحاتنا حول هذه المواضيع مع الإخوة في سوريا. نحن لسنا بلدا - ولست زعيما - من النوع الذي يفرض آراءه على الآخرين، ويملي على الآخرين ما يجب أن يعملوه. عندما تحدثنا معهم، كنا نتحدث دائما عما فعلناه نحن في بلدنا، وكيف توصلنا إلى إصلاحات معينة وكيف توصلنا إلى هذه الإصلاحات. وقلنا إنه لا تزال هناك نواقص يجب أن نتداركها ونعمل في هذا الاتجاه.
بهذا المفهوم تحدثنا مع القيادة السورية، وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد. قلنا لهم إنه يجب أن تعملوا على هذه الإصلاحات في بيتكم الداخلي لكي ينعم الشعب السوري بالرخاء والسعادة وتكون سوريا دولة قوية، فيجب أن تبادروا إلى هذه الإصلاحات من جانبكم.
لم تكن الأحداث الأخيرة قد وقعت في هذه المنطقة عندما كنا نتحدث في هذه الأمور منذ سنوات كثيرة، ولذلك لم تكن هذه الأحداث مفاجئة لي، فقد كانت متوقعة جدا في العالم العربي. في عام 2003 وفي خطاب ألقيته أمام منظمة التعاون الإسلامي في طهران، قلت إنه يجب أن نصلح بيتنا الداخلي ويجب أن نعمل على إزالة جميع القضايا الموجودة في منازلنا، وإلا فسوف يكون هناك انفجار شعبي، أو يكون هناك تدخل خارجي في هذا الموضوع.
في عالم يسود فيه التواصل الاجتماعي من الإنترنت والهواتف الجوالة ومواقع التواصل الاجتماعي، لا يمكن أن تخبئ ماذا يجري في هذا البلد أو في هذه المنطقة، ولا يمكن التستر على أخطاء ترتكب هنا أو هناك. كنا نتمنى أن يقود الرئيس الأسد بنفسه هذه الإصلاحات، وأن يقوم بنقلة نوعية في البلاد، بحيث تتم هذه الإصلاحات بشكل حقيقي وبناء. وكنا نعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يحصل في سوريا. ولكن كما رأيتم، عندما انهار جدار الخوف بدأت الجماهير تنزل إلى الشوارع، وبدأت تطالب بمطالبها المشروعة. عندما تبدأون بقمع المطالب بالدبابات والأسلحة الثقيلة، فسوف يكون رد الفعل المقابل قويا أيضا. نحن مع الشعب السوري، ومع المطالب المشروعة.
* ما رأيك في خطاب الرئيس الأسد الاخير، هل لا يزال هناك أمل في الإصلاح معه؟
- لقد اطلعت على مقتطفات منه، وعلى خطوطه الرئيسية. لقد كان من الممكن أن تكون هناك مصداقية لهذه الجمل، قبل 6 أشهر، أو قبل سنة. نحن بذلنا ما في وسعنا في هذا المجال، وقمنا بحث الإدارة السورية على الاستجابة لمطلب الشعب، لكني أرى أن ما يقوم به الآن هو قليل جدا ومتأخر جدا.
* هل لا يزال من الممكن للأسد قيادة الإصلاح؟
- هذا أمر يعود للشعب السوري، وهذا الشعب هو من يجب أن يقرر في هذا الموضوع. لسنا في موقع من يملي إرادته ورأيه على الشعب السوري، فهذا شأنه وهو وحده من يقرر فيه. نريد أن نرى الشعب السوري بجميع أطيافه سعيدا متنعما، وأن نرى الدولة السورية قوية.
* هل انقطع خيط التواصل الأخير بينكم وبين الأسد؟
- نعم.. للأسف نعم.
* ما الذي يمكن أن تقوم به تركيا لمساعدة الشعب السوري؟
- مقاربتنا إنسانية لأمور الشعب السوري، وكذلك نتشاطر معهم أيضا جزءا من أفكارنا.
* كيف تنظرون إلى الوضع العراقي حاليا في ضوء التوترات الأخيرة؟
- عندما نرى العمليات الإرهابية في العراق نشعر بالقلق ونستنكر هذه الأعمال الإجرامية أيا كان مصدرها، وأيا كانت أسبابها. نشعر بأن جميع الأطياف العراقية - كما في سوريا - هي شقيقة وصديقة ونريد لها أن تنعم بالأمن والاستقرار، ونظرتنا إليهم جميعا هي على نفس المستوى، فلا نؤيد حزبا على آخر أو طائفة على أخرى أو فريقا على آخر، بل نريد أن ينعم الكل بالتوافق.
بعد انسحاب القوات الأميركية، حصلت توترات في الساحة السياسية، وهذه أمور مؤسفة. كان المفروض بعد انسحاب القوات الأميركية أن تكون هناك روح الاحتفال، وأن يكون هناك تماسك وتعاون وتعاضد بين جميع الفئات العراقية. المفروض أن يعي العراقيون أيضا أهمية وحدتهم وتماسكهم. وبعد انسحاب القوات الأميركية والقوات الأجنبية كان من المفروض أن يستظلوا بهذه الوحدة، لأننا نشعر بأنهم جميعا، سنة وشيعة وعربا وأكرادا وتركمانا وآخرين أيضا، أن يكونوا على مستوى المسؤولية في بناء العراق الموحد. لقد عاني العراقيون منذ الحرب العراقية - الإيرانية وحرب الخليج الأولى من مصاعب وعذاب. ولذلك بعد كل هذا، وبعد أن وصلوا إلى هذه المرحلة، يجب أن يكونوا في وضع ينقذون من خلاله بلدهم، وإلا فسوف تكون عليهم المسؤولية.
* هل تخشون الحرب الأهلية في العراق وفي سوريا؟
- نتمنى ألا يحدث ذلك. هناك أمور تدفع في هذه الاتجاهات، نتمنى ألا تحدث. وفي الوقت نفسه، نأمل أن يرتقي القادة العراقيون والسوريون وألا يفسحوا في المجال أمام هذه المخاوف لأن تتحول إلى واقع. يمكن أن يكون هناك من يحرض على هذا من خلايا معينة، أو من عصابات إرهابية في العراق، أو من الذين لا يريدون لسوريا أو للعراق أن ينعما بالأمن والاستقرار، لكني أثق بالساسة والقوى الوطنية في هذه المنطقة، وفي حكمتهم ودهائهم لتجنب جميع هذه المشاكل.
* كيف تنظرون إلى الأزمة القائمة مع فرنسا؟
- ما نعرفه عن فرنسا أنها موطن الحريات الفكرية والأدبية وما إلى ذلك، لكن ما يجري الآن من تحركات مشبوهة، ستؤدي إلى معاقبة أي شخص يخرج عن الموقف الرسمي الفرنسي، حتى ولو كان عالما أو مؤرخا، وهذا أمر لا طائل منه. في بلدنا، قد تكون هناك أفكار ومبادئ تتناقض مع مفاهيم الدولة، أو مفاهيمي الشخصية. لكن نحن نتعاطى مع هذه المواقف باحترام، حتى لو كانت تتعارض مع ما نفكر فيه. لكن في فرنسا سيكون هذا الأمر محرما. يقول الأرمن إن الأتراك أبادوهم عام 1915 لكونهم من الأرمن. ونحن نقول إن هذه ليست إبادة إنما وقائع تاريخية، هناك أمور حصلت في ذلك الوقت عندما كانت الدولة التركية تحارب على 7 جبهات من فرنسا وإنجلترا وروسيا وغيرهم، قامت قوى روسية بتحريض قسم من الأرمن للقيام بأعمال تخل بالأمن العام، وتم التعامل معهم، وليس عن طريق الإبادة. بطبيعة الحال، كانت هناك الآم متبادلة عاناها المسلمون الأتراك، وكذلك الأرمن، لكن الأتراك عانوا أكثر من أي أحد آخر من خلال ظروف الحرب العالمية الأولى.
الكثير من العواصم الأوروبية كانت مدنا إسلامية، وقد عانى المسلمون كثيرا في تلك الفترة، ونزح أكثر من 500 ألف نتيجة الحروب. في دول البلقان، قتل 3 ملايين شخص ونزح مثلهم، وكذلك في جبهة القوقاز أيضا، أين هؤلاء المسلمون الآن؟ نحن لا نعلم أولادنا وأجيالنا الجديدة الحقد والمشاعر السلبية حيال كل ما جرى في البلدان التي كانت الإمبراطورية العثمانية فيها. لا نعلمهم مبدأ العنف والحقد والكره. ونقول بصراحة للأرمن إنهم إذا كانوا راغبين في ذلك، أن نؤلف لجنة مشتركة ونفتح أرشيفنا بأكمله ونقبل بنتائج البحوث التاريخية التي ستجري. لقد فتحنا جميع ملفاتنا وأرشيفنا بحيث يطلع عليها أي أرميني أو عربي، أو أي شخص آخر، بما في ذلك الملفات العسكرية التي كانت موجودة.
* هل ستنفذون عقوبات على فرنسا في حال إقرار المشروع؟
- بطبيعة الحال، سيكون هناك تأثير على علاقاتنا.
* قطع العلاقات الدبلوماسية؟
- علاقاتنا على مختلف الأصعدة سوف تتأثر جراء هذه المسألة.