• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

الطريق الى سياحة متكاملة

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2025-11-04
490
الطريق الى سياحة متكاملة

 

سامح المحاريق

 من الطبيعي في بلد ذو تضاريس جبلية أن يكون التلفريك من المرافق السياحية، والحديث عن تلفريك في عمان وآخر في الكرك ينبني على تجربة تلفريك عجلون التي يبدو أنها حققت شيء من النجاح يدفع لتكرار التجربة، ويبقى السؤال حول المرافق السياحية مسألة مهمة للغاية، بل وحيوية مع ضرورة البحث في تسويق الثيمات المتاحة في الأردن وإتاحتها بتكلفة معقولة للسياح من مدخل التنافسية على التجربة والسعر.

قبل الحرب على غزة كان تواجد مئات السياح النيجيريين في مطار عمان أمرًا شائعًا حيث وفرت واحدة من الشركات المحلية طائرات تقلهم من بلادهم، وكانت الغاية في الأساس زيارة المغطس الذي يتم العمل على تطويره ليكون منافسًا للجانب الآخر الذي تديره (إسرائيل)، ولكن قصة العماد لا تبدأ من المغطس نفسه، ففي البرية الأردنية عاش النبي يحيى عليه السلام، وعلى أحد القمم الشاهقة في محافظة مادبا كانت ليلة إعدامه، وعلى غير مبعدة، جبل نيبو وقصته الشهيرة التي يعرفها المسيحيون حول العالم.

في الأردن أيضًا المزارات الإسلامية المتعددة ومواقع معارك غيرت التاريخ ومجموعة من القصور الأموية التي بقيت صامدة تقدم نبذة عن مرحلة البناء والتوسع في التاريخ الإسلامي.

في جبل القلعة مثلًا، طبقات مختلفة من التاريخ تتراصف في عبقرية تجعل التجربة رحلة عبر الأزمنة، ولكن، وهنا السؤال المهم، هل يتفاعل السائح بالصورة الكاملة مع المجتمع والحياة في الأردن أثناء زيارته، وهل تتكامل المؤسسات الأردنية في أعمالها من أجل توجيه التجربة السياحية وجعلها متكاملة ومناسبة للجميع.

البحر الميت الذي يمكن تسويقه عالميًا بأنه تجربة لا يمكن أن تتكرر حيث لا يستطيع سوى قلة من البشر الوصول إلى أعلى نقطة في الأرض في جبال الهيمالايا، بينما يمكن خلال ساعة واحدة الانتقال من مطار الملكة علياء إلى أدنى نقطة في الأرض، بحيث يضع السائح تجربة استثنائية في حياته، لا نجده سوى محاولة يائسة لمنافسة منتجعات البحر الأحمر في مصر أو الأبيض في سوريا، فالثيمة التي يقدمها البحر الميت مختلفة، ولولا أنه منفذ للأردنيين للحصول على فرصة انتجاع أثناء دوامة العمل والمسؤوليات لما تمكنت كثير من مرافقه من الاستمرار.

الصيف الماضي وأثناء الوقوف على أحد المطلات في منطقة الجبيهة وجدت أسرة سعودية تهبط من سيارتها لتجلس على الأرض وتستمتع بالمشهد الممتد أمامها والأجواء التي كانت مثالية إلى حد كبير، وهي مثالية بصورة لا نتلمسها لمن يعيش في دول الخليج العربي، ومع الوقت، أجد أن هذه المطلات المتميزة تذهب في تغول سكاني وفي اجراءات مستغربة من الجهات المختصة وكأنها تحمل إصرارًا على إغلاقها وعدم إتاحتها أمام المتنزهين، والبدائل بعيدة وغير مخدومة بصورة مناسبة، وتحتاج إلى بنية تحتية مناسبة.

والآن، يمكن أن نتحدث عن الطعام، يمكن أن تسأل موظفي المنظمات الدولية الذين ينتقلون من مكان إلى آخر عن الطعام الأردني لتجدهم يتذكرون الطعام في الأردن، وواحدة من السفيرات لدولة كبرى تحدثت عن الشاورما الأردنية بأنها الأفضل في العالم، وهي محقة إلى حد بعيد، ولكن تسويق الطعام في الأردن وتجربته تبقى محدودة مع أنه العامل الثقافي الذي يعبر عن انضباط الأردنيين وتمسكهم بفكرة الجودة وتعبيرًا عن مؤسساتهم التي تعني بالصحة والرقابة على الغذاء.

المشكلة أن استراتيجيات التسويق السياحي في الأردن تركز على الموقع الأثري أو السياحي من غير أن تتطرق للتجربة التي يمكن أن يعيشها السائح، وكيف يمكن تعزيز معلوماته بخصوص الوصول إلى المواقع السياحية بأقل تكلفة ولا سيما أن تكلفة المواصلات في الأردن مرتفعة نسبيًا، ومطار الملكة علياء معزول نسبيًا قياسًا بمطارات أخرى تكون مرتبطة بشبكات المترو أو المواصلات العامة لتوفر تجربة الوصول إلى قلب المدينة بتكفة معقولة، ولماذا لا يجري تطوير فنادق مناسبة وذاتية الدخول في بعض مناطق عمان التي يمكن أن توصف بقلب المدينة لتكون الطرف الآخر لعقدة انتقال بين المطار والمدينة.

التلفريك أحد المرافق الممتازة، ولكن تطوير خيارات النقل بين عمان والكرك يبقى مسألة مهمة، وتطويرها أيضًا مع مناطق ومرافق سياحية في الشمال، بحيث لا يصبح السائح محتاجًا لشركة أو فوج رسمي، ولكنه يتنقل من محطات معروفة في باصات مناسبة وأوقات منضبطة وتكلفة معقولة.

في الأردن وفرة من الخيارات السياحية وما نحتاجه هو خارطة متصلة يمكن أن تستوعب السائح لينتقل بينها، ويتفاعل معها، بحيث يستبقى لفترة أطول ويتمكن من عيش تجربة تليق بسمعة الأردن وإمكانياته وحضارته.

'الرأي'

أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.