• المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
  • يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
  • رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
  • نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577

انتصار الديمقراطية في أميركا

صفحة للطباعة
تاريخ النشر : 2025-11-09
489
انتصار الديمقراطية في أميركا

 انتصار الديمقراطية في أميركا

حمادة فراعنة
 
 
 
لم يكن نجاح زهران ممداني رئيسا لبلدية نيويورك، منفرداً عن الشرائح الوافدة من المهاجرين العرب أو المسلمين، بل سجل الموقع السادس من بين هذه الشرائح الوافدة من بلدان العالم الثالث، التي بدأت تأخذها نفسها ودورها، في الحضور والمشاركة لدى الحياة السياسية الأميركية، فقد نجح:
1 - عبدالله حمود، مسلم من أصول لبنانية رئيسا لبلدية ديربورون لولاية ميتشيغان، 2- مو بيضون مسلم من أصول لبنانية رئيساً لبلدية هايتس بولاية ميتشيغان، 3- آدم المحربي، مسلم من أصول يمنية رئيسا لبلدية هامترامك، بولاية ميتشيغان، 4- سام رسول، مسلم من أصول فلسطينية، من مدينة البيرة، عضو مجلس النواب ولاية فيرجينيا، 5- غزالة الهاشمي، مسلمة فازت بمنصب نائب حاكم ولاية فرجينيا، وهي أول امرأة مسلمة تتولى هذا الموقع.
نجاح الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني رئيسا لبلدية نيويورك يعود لسببين جوهريين: أولهما ان الشرائح الاجتماعية الوافدة من بلدان العالم الثالث، اخذت طريقها نحو الوعي السياسي، وادراك مصلحتها، وأهمية شراكتها في الحياة السياسية سواء في انتخابات مجالس النواب، أو الشيوخ، أو البلديات، او حكاماً للمقاطعات، وسواء كان المرشحون من قومياتهم المتعددة التي تنتهي لبلدان العالم الثالث الاسيوي الإفريقي اللاتيني بجنوب أميركا، أو كانوا شخصيات ينتمون للاغلبية المسيحية من ذوي الأصول الأوروبية ولكن يحملون توجهات تقدمية يسارية.
حصيلة ذلك يجب أن يكون واضحاً لولا الديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، لما تمكن هؤلاء من النجاح في الانتخابات العامة، وهذا ما يدلل على اهمية قوة البلدان الرأسمالية التي تعتمد على تداول السلطة، وتغيير القيادات عبر صناديق الاقتراع، رغم أن المال السياسي يلعب دوراً سلبيا في افراز صناديق الاقتراع، ولكن هذا ليس إرادة ملزمة لدفع الناخبين نحو انتخاب من يدفع أكثر، ومن لديه القدرة الإعلامية للتسويق، ها هو زهران ممداني يهزم مرشح الرئيس ترامب، ويهزم أصحاب المليارات الذين تبرعوا بسخاء لصالح خصوم المرشح الديمقراطي الاشتراكي.
قوة الديمقراطية، أحد عناوين نجاح البلدان الرأسمالية رغم الاجحاف والتفاوت الطبقي الواسع بين أصحاب المليارات من جهة، وبين شرائح الطبقة العاملة ومحدودي الدخل من جهة أخرى، ولكن في نفس الوقت علينا أن نتذكر أن البلدان الاشتراكية وفي طليعتها الاتحاد السوفيتي تم هزيمتها ليس فقط بسبب التورط في حرب أفغانستان َ، بل لغياب الديمقراطية، وفقدان الاحتكام إلى صناديق الاقتراع في فرز الاتجاهات والقيادات السياسية المختلفة، وتركيز السلطة بيد الأحزاب الشيوعية، بدون اي اعتبار للاتجاهات السياسية الآخرى المعارضة، بصرف النظر عن توجهاتها السياسية أو الطبقية أو الحزبية.
ليست الرأسمالية النموذج الأفضل الذي يمكن أن يُحتذى، وليست الشيوعية هي الأفضل بغياب الديمقراطية، رغم امتلاكها لمضمون العدالة وتكافؤ الفرص، ولذلك برزت الاتجاهات الديمقراطية الاشتراكية النموذج الذي ياخذ طريقه في النجاح، نقيضا للشيوعية وللرأسمالية، ويتم ذلك عبر صراع ديمقراطي مدني ليس عنوانه حرب الشعب، او دكتاتورية البروليتاريا، التي فشلت وتم هزيمتها في الحرب الباردة في الصراع بين المعسكرين، بين الاشتراكية والرأسمالية، منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى العام 1990.
زهران ممداني نتاج هذا الصراع المدني الديمقراطي، حيث تمكن عبر صناديق الاقتراع، وانحياز الشرائح الاجتماعية الفقيرة نسبياً في وقوفها إلى جانبه، متطوعين في مواجهة المنافسين الذين وقف الرأسمال إلى جانبهم ودفعوا الملايين لحملاتهم الانتخابية، ولكنهم هُزموا أمام قوة الطبقات الفقيرة، التي تتطلع إلى تحقيق مكاسب اقتصادية اجتماعية، وتتطلع إلى خدمات صحية وتعليمية افضل، وهذا ما بشر به مرشح الديمقراطيين الاشتراكيين زهران ممداني في أكبر وأهم مدينة في الولايات المتحدة، بل لدى عاصمة رأس المال الأميركي.
أضافة تعليق


capcha
كافة الحقول مطلوبة , يتم مراجعة كافة التعليقات قبل نشرها . :
العراب نيوز صحيفة الكترونية جامعة - أقرأ على مسؤوليتك : المقالات و الأراء المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها و لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر العراب نيوز.